الجزائر

الخبراء يؤكدون على ضرورة تبني الاقتصاد الأخضر



الخبراء يؤكدون على ضرورة تبني الاقتصاد الأخضر
أكد الدكتور عيساني محمد الطاهر وهو طبيب مكون في الطب البيئي خلال المداخلة التي ألقاها في أشغال الملتقى العلمي حول المقاولاتية الصديقة للبيئة والمتغيرات المناخية التي احتضنها النزل البلدي لسكيكدة مؤخرا والمعنونة بالأبعاد البيئة والتأثيرات الصحية، مقدما منطقة قرباز صنهاجة بشمال شرق ولاية سكيكدة كنموذج أكد أن المناطق الرطبة تمثل وحدة ديناميكية في النبض الحي الذي يمد المحيط كل أسباب الحياة، حيث تمثل هذه المناطق وسطا بيئيا ملاصقا للمحيط البري والمائي، حيث تشكل مناطق مدهشة بأشكالها وغناها من النبات والحيوان، ومن ثم فهي تساهم في تصفية المياه الجوفية من شوائب النترات ومن كل الملوثات الأخرى معتبرا بأنها منطقة تصفية مياه طبيعية بامتياز مضيفا وكنموذج بأن منطقة قرباز صنهاجة المصنّفة ضمن المناطق العالمية المحمية طبقا للمادة 21 من اتفاقية «رمسار» تحت رقم 1056 المؤرخ في 02 /02 /2001 تحتوي على غطاء نباتي يضم شتى أنواع النباتات الطبية التي تشكل المادة الخام لإنتاج الأدوية ناهيك على تميزها وجمالها وتناسق مناظرها مما يجعلها سببا في تشجيع السياحة الخضراء التي يمكن استغلالها كمنطقة للصحة النفسية والاجتماعية، كما يمكن اعتبارها مخبرا مفتوحا للباحثين في ميدان الطيور، لاسيما وأنها تحتوي على أصناف لا تعد و لا تحصى من مختلف أنواع الطيور المهاجرة.وأشار الدكتور عيساني، من خلال مداخلته، إلى الإمكانيات المتعددة التي تتيحها هذه المناطق الرطبة في مجال إنتاج الأملاح و في الصناعة التقليدية الخاصة بالإنتاج الحيواني والإنتاج النباتي والصيد بأنواعه، لكن دون المساس بها ليؤكد في الأخير بأن صحة الإنسان تبقى مرتبطة بهذه المناطق الرطبة، وأن السلوكات المعادية كرمي النفايات وشق الطرقات عشوائيا والتطور الصناعي عوامل تساهم بشكل خطير في القضاء على الحياة ككل، أما السيد حاج جليل و هو مقاول شاب ومنتج التمور بعلامة «بيو نور» فقد قدم عرضا عن تجربته الخاصة في إنتاج نوع من التمور بطريقة بيولوجية، مركزا على الجهاز الذي قام باختراعه وهو عبارة عن آلة حاسبة للبصمة الكربونية موجهة بالخصوص للصناعيين، حيث بإمكان الجهاز أن يقدم لهم بالتدقيق كمية الكربون المنبعثة في الجو جراء نشاطهم الصناعي الذي يقومون به، كما يمكن أن يحدد عدد النخلات أو الأشجار الواجب غرسها من أجل امتصاص كل كميات الكربون المنبعثة من كل الوحدات الصناعية معتبرا أن جهازه بمثابة المرافق الدائم للبيئة والموجه الداعي للحفاظ على البيئة. من جهته، أشار السيد «برينو روبال» رئيس جمعية الكوكب في طوارئ بفرنسا ونائب الرئيس السابق لمنظمة «قرين بيس» العالمية، من خلال مداخلته المعنونة بالتغيرات المناخية الحلول الى التغيرات المناخية التي يشهدها الكوكب الأرضي، و ما انجر عن ذلك من ارتفاع للحرارة بسبب اتساع طبقة الأوزون الناجمة، كما قال، عن الاحتباس الحراري، قدم جملة من البدائل الناجعة والفعالة التي من شأنها المساهمة في الحفاظ على البيئة من كل أشكال وأخطار التلوث، كالاعتماد على الطاقة البديلة كالطاقة الشمسية والطاقة الهوائية..أما السيد مولود صالحي، رئيس جمعية النجم الثقافي لأقبو، فقد تحدث عن دور الشباب المتطوع في الجمعيات من خلال مساهمته بأفكاره و مشاريعه التي من شأنها المحافظة على البيئة. للإشارة، أجمع المشاركون في أشغال الملتقى العلمي حول المقاولاتية الصديقة للبيئة والمتغيرات المناخية الذي نظمته جمعية بريق 21 لولاية سكيكدة على ضرورة غرس الثقافة البيئية في أوساط الشباب المتطوّع خاصة على مستوى الجمعيات، مع العمل على تجسيد المشاريع البديلة للطاقة التقليدية باعتبارها طاقة نظيفة وغير ملوثة و دائمة كالطاقة الشمسية التي تزخر بها بلادنا و منها تجسيد، في أقرب وقت، مشروع ما يسمى ب «ديزارتيك»، مشددين على ضرورة إنشاء اقتصاد أخضر يكون بديلا للغاز والبترول.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)