الجزائر

الحملة المعادية للمسلمين ترجمة لاخفاق الفكر الغربي النهضوي



الحملة المعادية للمسلمين ترجمة لاخفاق الفكر الغربي النهضوي
أعرب الدكتور العربي كشاط في قراءة له للوضع المتوقع بعد تقهقر اليمين المتطرف بفرنسا الذي كان يتحكم في شؤون البلاد في الفترة التي مضت واعتلاء اليسار الاشتراكي سدة الحكم مستوى الحوار واعتماد مبدأ عدم المعاملة بالمثل عن أمله في تحسن وضع المسلمين في فرنسا وفي أوروبا كلها.
وقال العربي كشاط أمس في تصريح ل«الشعب» على هامش الندوة التي نظمتها إذاعة القرآن حول موضوع واقع الجالية الإسلامية في أوروبا وتحديدا بفرنسا وآفاق العمل الإسلامي بالمهجر أن الظروف التي يمر بها العالم سيما الأزمة المالية هي ظروف صعبة وقاسمة إلا أنها في الحقيقة تعبر عن نهاية الفكر الذي أبدعته الحضارة الغربية ووصوله إلى طريق مسدود.
وأشار كشاط الى ان ما نراه اليوم من أزمات إنما هو فقاعات تضاف إلى ما يعانيه الناس من فقر وبطالة ومن عجز السياسيين في التأشير إلى المخارج من هذه المآزق، ما أدى حسبه إلى ارتفاع أصوات تخوف الناس من بعضهم البعض فأصبح الأجنبي عامة والمسلم بصفة خاصة هو الفزاعة التي يخوف بها الناس.
أما فيما يتعلق بفرنسا قال محدثنا أنها من خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة «انتقلت في ظل نفس الظروف من حالة مكهربة إلى مرحلة جديدة نتمنى ان تكون مرحلة جديدة يشعر فيها كل مواطن فرنسي مسلم وغير مسلم ومقيم بأنه يعيش في إطار أقل حدة وتخويفا وأوهاما».
وبخصوص بروز الحديث مؤخرا عن دور الجاليات الإسلامية في أوروبا شدد كشاط على ضرورة تجاوز مصطلح الجالية باعتبارهم جزء أساسيا ومكونا مهما من مكونات المجتمع الأوروبي أو كما قال عنه في الندوة بإذاعة القرآن جزء مكونا وخلية من خلايا المجتمع الحية ويجب تعميق الوعي بذلك لصنع مكانتنا.
أما ما هو مطلوب من الجالية حتى تندمج في المجتمعات الأوروبية وتحديدا الفرنسي أشار المتحدث إلى ضرورة المساهمة في عملية البناء والانخراط بايجابية وندية في النسيج الاجتماعي والثقافي وان نجحنا في تحقيق التغيير نحو الأحسن والوقائع الاجتماعية سننتهي بإنشاء جو من الاحترام المتبادل بين شرائح المجتمع ونتعلم كيف تتعايش الثقافات والديانات ونتخذ من هذا التنوع نقاط إثراء تساهم في عملية البناء.
ومن ثم يتعين حسب الدكتور العربي كشاط النظر إلى ان المجتمع الفرنسي جسم اجتماعي ومكوناته هي أجهزة وصلاحية كل جهاز تجعله تكمن في انخراطه انخراط عطاء في الهيكل العام للمجتمع، رغم ان إسلامنا يدعونا إلى التمسك بهويتنا وديننا.
وفي المقابل لا يجب ان نكتفي بالمحافظة فقط التي بدورها لا تعني الانغلاق بل على العكس فديننا يدعونا إلى الانفتاح على مختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية وأينما كان الخير يجب علينا ان نسعى لتعزيزه عبر المنهجية السليمة فحديث النبي عليه الصلاة والسلام في نصرة المسلم ظالما أو مظلوما لا يفهم بظاهرة وإنما ننصره بحجزه ولجمه عن الظلم، ومن ثم يتعين أخذ نفس طويل للتغيير لتجنب ظاهرة العنف الثقافة السائدة والحل أن نرقى إلى حملة الرحمة الربانية الإسلامية لننقلها ولإخواننا وللأوروبيين لأن التغيير يبدأ من الداخل.
وحول كيفية التصدي لما يحاك ضد الجالية الإسلامية من خلال استفزازهم ببعض القضايا أو إلصاق كل ماهو سيء بهم دعا إمام مسجد الدعوة إلى توعية الجميع لأخذ الحيطة من كل الاثارات والتهجمات التي لن تثمر إلا العلقم، مشيرا إلى انه ليس من صالح أي مجتمع فصل مكون عن باقي المكونات وعلى الغرب والفرنسيين تحديدا ألا يسقط في وهدات ردود الأفعال ما من شأنه عرقلة مسيرة التنمية لأي مجتمع.
وفي نفس السياق حث كشاط الجالية المقيمة بالخارج على إثبات وجودها في المجتمع الذي تعيش فيه على انه وجود طبيعي من خلال تجميل واقعها المتمثل في تحسين وترقية علاقاتها الاجتماعية حتى تساعد غيرها من التحرر من الخوف تجاهها.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)