الحكومة تجنّد المساجد للوحدة والحفاظ على أمن البلاد

قررت الحكومة الاستنجاد بمنابر المساجد، ردا على حملات تقودها أطراف داخلية وخارجية لتحريض الشباب على العنف وتخريب الممتلكات، حيث طالبت الأئمة بتخصيص فقرات من خطب الجمعة لتوعية الجزائريين من هذه المخططات التي ترمي إلى تفتيت الجزائر. لم تفوّت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف كعادتها وجود اضطرابات داخلية، حتى تتدخل على الخط من باب أن مؤسسة المسجد أكثر الأماكن التي يستجيب لها الجزائريون على اختلاف انتماءاتهم السياسية، حيث سارعت إلى تجنيد الأئمة عن طريق حثهم على انتهاج خطاب واحد للتهدئة والتوعية بالمخاطر التي تحدّق بالجزائر من خلال خطب جمعة موحدة عبر كامل مناطق الوطن خاصة بالمناطق الساخنة التي شهدت أحداث عنف على غرار العاصمة بجاية والبويرة. كشفت مصادر موثوقة ”للفجر” من مبنى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ، أن الوزير محمد عيسى أبرق إلى مدراء الشؤون الدينية عبر مختلف ولايات الوطن يلزمهم فيها بتعليمة توحيد الخطاب المسجدي الجمعة المقبل، عن طريق تجنيد خطباء يتبنون خطاب التهدئة والتوعية والحديث عن السلم والأمن وحب الوطن، وذلك على خلفية الأحداث التي عرفتها الجزائر خلال اليومين الماضيين عندما خرج مواطنون خاصة ببجاية والعاصة للتنديد بارتفاع الأسعار بطريقة غير سلمية وصلت حد استعمال العنف والتخريب والحرق. وأضافت المصادر ذاتها أن الوزير الأول عبد المالك سلال أيضا أمر باستغلال منابر المساجد من أجل التهدئة والعودة إلى جادة الصواب في وقت تتخوف الحكومة من مثل هذا العصيان الذي تحركه ”أيادٍ خفية” تريد أن تضرب الجزائر في العمق بعد أن فشلت في جرّها إلى مستنقع الربيع العربي. وسيحث الأئمة الجمعة المقبل رواد بيت الله على إدراك ما يحيط بالبلاد من مخاطر وحثهم على الدفاع عن الوحدة الوطنية والإلتفاف حول قيادتنا الوطنية الرشيدة، وفقا لذات المصادر. كما دعت الوزارة إلى بث رسائل واضحة وقوية ورفع معنويات قوات جيشنا الوطني الشعبي وكل أسلاك الأمن الساهرة على الإستقرار والطمأنينة، وأن يدعوا لهم ويثبت أقدامهم ويسدد رميهم ويحميهم من كل سوء. وستكون الخطبة ”الإستثنائية” الموحدة للتركيز أيضا على دعوة المواطنين إلى رص صفوفهم والإلتفاف حول قيادة البلاد وجيشها والدعاء له لنصرته، لإفشال كل الأخطار والمؤامرات التي تستهدف أمن الجزائر وسلامتها ووحدتها الوطنية. في وقت سيستشهد الأئمة بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى الصلح والتسامح ونشر ثقافة الأمن والأمان بين الناس ونبد العنف والتطرف. وسيركزون على أهمية نعمة الأمن وضرورة الحفاظ عليها من خلال توخي اليقظة والحذر إزاء ما يحاك ببلادنا من مؤامرات. تجدر الشارة إلى أن الحكومة جندت المساجد في أحداث سابقة ونجحت في التهدئة والحفاظ على أمن البلاد ووحدتها وسلامتها.