كما أشرنا في تعليق سابق حول أحداث باريس ,فإن المسيرات التي رد بها المسلمون عبر العالم ,على الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه و سلم , في العدد الأخير من المجلة الفرنسية , هي مسيرات تسجيل موقف , إلا أنها في نفس الوقت تظاهرات قد لا يعيرها الغرب أي اهتمام ,و بالتالي لا يمكن أن ينتظر المسلمون من ورائها , أن يغير الغربيون موقفهم من الإسلام و المسلمين, و هو موقف ثابت بنص قرآني في قوله تعالى "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ...الآية " . فالغربيون قد تبنوا "اللائكية" ملة بديلة , و لم يعد يربطهم بالقيم الروحية و الدينية أي رابط , وحتى أعيادهم الدينية أدمجوها ضمن التظاهرات الاجتماعية و الاقتصادية .و بالتالي من الصعب إقناع من فقد بوصلة الأخلاق الفاضلة ,بأنه في ضلال مبين , خاصة إذا كان هذا الضلال يتغذى من إفرازات حضارة مادية , حوّلت كل شيء إلى سلعة تباع وتشترى .لذا على المسلمين ألاّ يكتفوا بالمسيرات لنصرة نبيهم و دينهم , بل لا بد أن يستمروا في التمسك بدينهم بالدرجة الأولى , وأن يتخذوا "محمدا" صلى الله عليه وسلم , قدوة لهم في حياتهم , حتى لا يدعوا مجالا للغربيين , للتفريق بين مسلم ملتزم, وآخر غير ملتزم , متشدد و معتدل, و سلفي و جهادي ,و غيرها من التصنيفات التي ما كان لها أن تكون , لو أن المسلمين كانوا يدا واحدة على من عاداهم .على المسلمين أن يقولوا للمستهزئين جميعهم, ما أمرتهم به نفس الآية الكريمة " قل إن هدى الله هو الهدى ..." , و الهدى , لا يمكن أن يتحوّل إلى سلعة , و هو ما يخيف أكثر هؤلاء المستهزئين , الذين سجل التاريخ مصيرهم المشؤوم عبر كل العصور الغابرة والحاضرة , و ما مصير المستهزئين في المجلة الساخرة ببعيد ."قل إن هدى الله هو الهدى" و " إنا كفيناك المستهزئين" و " سيكفيكهم الله" , هي العبارات التي ينغي على المسلمين شرحها و نشرها بكل اللغات "مجانا", مع دعمها بالقدوة الحسنة و السيرة الحميدة ,اللتين جعلتا هدى الله ينتشر في الكثير من ربوع العالم دون إراقة قطرة دم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/01/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أ بن نعوم
المصدر : www.eldjoumhouria.dz