الجزائر

الحب والتفاهم.. الحوار وسماحة العواطف أسس الأسرة السعيدة



الحب والتفاهم.. الحوار وسماحة العواطف أسس الأسرة السعيدة
أرجع الشيخ جعفر أولفقي أبو عبد السلام، ارتفاع قضايا الطلاق في المحاكم إلى الخلل الذي أصاب الأسر التي لم تعد مبنية على أسس صحيحة، نتيجة التعارف الذي يحدث بين الجنسين قبل الزواج خارج إطاره الأسري والشرعي. وقال بمناسبة إشرافه على تنشيط محاضرة بالمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة، تحت عنوان: «أسس بناء الأسرة السعيدة «إن من أهم مقومات الأسر السليمة، هي تلك القائمة على حسن الاختيار والتفاهم والتنازل وسماحة العواطف التي قلما نراها في مجتمعنا».بدأ الشيخ أبو عبد السلام محاضرته بانتقاد الطريقة التي أصبح يختار فيها الرجل المرأة لتكون زوجته، والقائمة حسبه على علاقات شارعية أو في المقاهي أو عن طريق مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تنتهي سريعا بزواج لا يعمر طويلا، بحكم أن العلاقة عندما بنيت لم تكن مؤسسة على دعائم إسلامية قائمة على مبادئ كان النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام قد أوصى بها، والممثلة في الأساس بحسن الاختيار القائم على الدين والخلق، هذان العنصران اللذان يعتبران أول لبنة لحياة أسرية سليمة ومجتمع سوي، وهو مبدأ يأسف المحاضر على تراجعه بسبب دخول اعتبارات أخرى لا تمت بأية صلة للدين.عرج المحاضر بعدها على شرح مجموعة من المبادئ التي قال بأنه يعتبرها أساسية إن رغب الطرفان في التأسيس لأسرة مبنية على أسس شرعية سليمة، وينتظر منها أن تستمر وتدوم وهي الغاية طبعا من الزواج والممثلة في: الحب، هذه الكلمة يقول الكبيرة التي في غيابها يحكم على العلاقة الزوجية، ومنه الأسرية المنتظر أن تتكون بالخراب والدمار، غير أن المقصود بالحب ليس بالمفهوم السائد في عصرنا والمخالف لشرع ربنا، وإنما هي المودة التي تعكس مدى الانسجام بين الطرفيين، بمعنى يشرح: «أن الطرفين عندما يفكرا في الارتباط فإن أول ما ينبغي التفكير فيه هو الصدق في ما يحمله الطرفان لبعضهما من مشاعر في إطاره الشرعي طبعا، مع الإفصاح عما يطمح إليه الطرفان حتى تتضح الصورة منذ البداية ويقترب الطرفان إلى مبدأ الانسجام الذي يعد ضروريا كخطوة ثانية في تكوين أسرة سعيدة، وأن يقتنع الطرفان بأن حياتهما ستكون مسخرة لبعضهما البعض، مشيرا إلى أن النساء برفضهن لفكرة التعدد، رغم مشروعيتها في كتاب الله، إلا أن سبب ذلك هو عدم قدرتهن على أسر أزواجهن، فلو أنهن تمكن من أسرهم لن يفكروا في غيرهن ونفس الشيء بالنسبة للرجال الذين يشتكون نشوز زوجاتهم، من أجل هذا يجري التأكيد على المحبة، ومن ثمة يأتي المبدأ الثاني والمتمثل في سماحة المواقف التي تأتي بعد الزواج وتؤدي في كثير من الأحيان إلى إبطال عقد الزواج نتيجة قيام أحد الطرفان بإخفاء بعض الحقائق عن الطرف الثاني، لذا هذه النقائص لابد من إظهارها لأن من أحكام الزواج الإباحة لمزيد من البينة، كل هذا يقود إلى ما يسمى بالتسامح بين الطرفيين نتيجة الإفصاح بالحقائق.اعتبر أيضا المحاضر الحوار من أهم الأسس التي تقوم عليها الأسرة السعيدة، ووصفه بصمام الأمان لكل أسرة ترغب في أن تنعم بجو من الدفء والحب واستشهد بالشيخ آيت علجت، الذي يضرب أعظم الأمثلة في الأسرة السعيدة كون الغضب لا يعرف مطلقا طريقه في علاقته الزوجية والأسرية ومع أفراد عائلته، لذا اعتبره يقول «نموذجا للأسرة السعيدة الناجحة».ولأن الأسر لا يمكن لها أن تعيش في حالة من السكينة والانسجام بسبب وجود بعض المشاكل التي قد تؤثر على تماسكها، كان لابد يقول المحاضر من السعي إلى مقاومة كل المعوقات، وكما قال أهل العلم؛ إن المشاكل الزوجية بمثابة ملح الطعام، تعطي الحياة الزوجية نكهة خاصة ينبغي فقط حسن التعامل معها من خلال الاعتماد على مبدأ هام وهو حسن الظن في الآخر الذي يعتبر أهم علاج لسوء التفاهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)