الجزائر

الحالمون بكنز علي بابا


شهادات مدمني لعب رهنوا حياتهم
للوطو أكثر من 40سنة
هم أشخاص حصروا حياتهم في هدف واحد، و رهنوا وقتهم و مالهم له عشرات السنين بأمل الفوز بال”كانيوت”الكبرى لتجسيد أحلام قد لا تتحقق أبدا،إنهم مدمنوا الرهان أو بالأحرى اللاهثين وراء كنز علي بابا مثلما شبه حاله أحد المراهنين الذين التقت بهم النصر بأحد مكاتب الرهان الرياضي بقسنطينة أين كانوا منهمكين في اختيار أرقام الحظ التسلسلية. في البداية ترددنا في التحدث إليهم خشية التشويش عليهم، لما بدا على أغلبهم من تركيز مفرط على أوراق اللعب، حيث تشابهت سلوكات و عادات بعضهم لا سيّما في طريقة مداعبة الأقلام المستعملة في شطب أرقام الحظ، و التي كانوا يضعونها تارة بين أسنانهم و تارة أخرى وراء آذانهم أو يحكون بها فروة رؤوسهم في صمت أقرب إلى صمت المقابر و كأنهم في مهمة مصيرية أو في حضرة جني مصباح علاء الدين السحري.
مدمن رهان منذ 40سنة
قال المراهن الطاهر( 68سنة )الذي طلب منا عدم ذكر لقبه العائلي بحجة أن عائلته تجهل ما وصفه ب»بيشي مينيون» عادته السيئة رغم إدمانه على ذلك لما يقارب ال40سنة ، مسترسلا بأنه يلعب كل أسبوع و دون توقف، لكنه يرفض اعتبار ذلك قمارا لأنه لا يبذر الكثير من المال فيه على حد رأيه الخاص.
و عرفنا من خلال حديث عمي الطاهر باللغة الفرنسية أنه أدمن الرهان بفرنسا التي قضى بها أكثر من 30سنة قبل عودته للاستقرار بمسقط رأسه بقسنطينة دون أن يتمكن من التخلّص من عادة اعتبرها سيئة ، لكنها ممتعة على حد تعبيره.
و ذكر المراهن العجوز أنه جرّب كل أنواع الرهان الرياضي بطمع الفوز بالحصة الكبرى لكنه لم يجن سوى الخيبة طيلة عشرات السنين مؤكدا أن أكبر قيمة نجح في افتكاكها لم تتجاوز ال2000دج. و مع هذا لم يفقد الأمل و ما زال يواصل دفع أوراق الحظ أو اللوطو بانتظام مرتين كل أسبوع ، عسى أن يحالفه الحظ ذات يوم، و يتمكن من تحقيق حلمه في شراء قارب مثلما أسر لنا”أحلم بشراء قارب لأنني أعشق البحر و أريد أن أمضي ما تبقى من عمري في ممارسة هواية الصيد”.
و استرجع عمي الطاهر ساردا أنه تمكن ذات يوم من اختيار أرقام الحظ الستة و طار فرحا، لكنه عندما تقدم من مكتب الرهان لأخذ حصته من الربح الكبير الذي تجاوز ذلك الوقت حسبه قيمة المليار سنتيم، تفاجأ بعدم قبول ورقة “يانصيب”التي شارك بها بحجة احتوائها على شطب قرب رقم آخر كما قال. و علّق منتقدا”رغم عدم ثقتي بمصداقية هذه اللعبة إلا أنني أواصل اللعب هذا أقوى مني... كلما وصل يوم الأحد وجدتني أتوجه إلى مكتب الرهان لأجل دفع أوراق الحظ التي اختار أرقامها حسب أحب الأرقام إلى قلبي كتواريخ ميلاد أحفادي...”.
لن أصرف مال الحرام على عائلتي لكنني ألعب لسد ديون مع الورثة
و اعترف شيخ آخر في عقده السادس أنه رغم إدراكه بأن الرهان عبارة عن قمار إلا أنه لجأ إليه بعد يأسه من حل مشاكل مادية عالقة مع أقارب له بسبب حصتهم في الميراث. و قال المراهن فضيل أنه يجرّب حظه منذ 25سنة عسى أن يتمكن من دفع ديون تزيد قيمتها عن 150 مليون سنتيم لم يفلح في تسديدها رغم التضحيات و الجهود التي بذلها لأجل ذلك حسبه. و استطرد عمي فضيل قائلا أنه إذا ربح القيمة المتراهن عليها هذا الأسبوع و التي تزيد عن 100مليون فإنه لن يصرف درهما واحدا منها على عائلته أو يدخله بيته.
و ذكر بنبرة يطبعها اليأس بأنه تمنى كثيرا أن يحل مشكلة الأرض التي يرفض بيعها من أجل تسديد ديون أقاربه. معترفا أنه يشعر أحيانا كثيرة بالندم للجوئه إلى هذه اللعبة بدل تقديم المال الذي يرميه كل أسبوع في أوراق خاسرة، آسرا بأن طمعه حمله على اللعب بقيمة مليون سنتيم منذ أربع سنوات عندما بلغت القيمة الكبرى 4ملايير، لكنه للأسف لم يربح سوى خيبة الأمل المتكرر.
و حاولنا التقرّب من مراهنين آخرين لكنهم رفضوا بحجة خوفهم من التشهير بهم.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)