الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بإنهاء الاستعمار

أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة ب "تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة". وطلبت من "اللجنة 24"، "مواصلة البحث عن الوسائل المناسبة للتنفيذ الفوري والكامل للإعلان وتنفيذ، بجميع الأقاليم التي لم تمارس بعد حقها في تقرير المصير، الإجراءات التي وافقت عليها الجمعية العامة فيما يتعلق بالعقد الدولي للقضاء على الاستعمار".دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى "تكثيف جهودها، في إطار وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، لضمان تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة". وحملت الجمعية الدولَ القائمة بالإدارة مسؤولية ضمان ترقية هذه المناطق.
واعتمدت اللجنة الخاصة المكلفة بدراسة الوضع فيما يتعلق بتطبيق إعلان منح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة "لجنة 24"، دون تصويت، سلسلة من القرارات بشأن الحالة في الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي. وفي القرار المعنون "الأنشطة الاقتصادية وغيرها من الأنشطة التي تؤثر على مصالح شعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي"، تؤكد الجمعية من جديد أن "الدول القائمة بالإدارة تتحمل مسؤولية ضمان التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي للبلدان غير المتمتعة بالحكم الذاتي والأقاليم المتمتعة بالحكم الذاتي". وطالبتها ب "اتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوق الملكية لشعوب تلك الأقاليم وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بشأن إنهاء الاستعمار".
الصحراء الغربية آخر مستعمرات أفريقيا
منذ ولادة الأمم المتحدة عام 1945، نالت أكثر من 80 مستعمَرة سابقة استقلالها، والصحراء الغربية هي آخر مستعمرة في إفريقيا، محتلة منذ عام 1975 من قبل المغرب، بدعم من فرنسا. تم إدراج الصحراء الغربية في قائمة المناطق غير المتمتعة بالحكم الذاتي في عام 1966، وبالتالي فهي مؤهلة لتطبيق القرار 1514 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.
من منظور القانون الدولي، لاتزال الصحراء الغربية منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي، ويمارس المغرب وضع "القوة المحتلة" عليها، ولا تزال إسبانيا الدولة القائمة بالإدارة بحكم القانون للصحراء الغربية، وهي مسؤولية تاريخية وأخلاقية بالنسبة لها. لا يمكن طرح إسبانيا تحت أي ظرف من الظروف.
فورين بوليسي ترافع للقضية
وفي السياق نشرت صحيفة فورين بوليسي (السياسة الخارجية) الأمريكية ذائعة الصيت، مقالا تحت عنوان "إنهاء الاستعمار من آخر موقع في الصحراء"، تطرقت فيه إلى تاريخ النزاع في الصحراء الغربية وواقع الحرب الجارية منذ 13 نوفمبر 2020 على إثر خرق دولة الاحتلال المغربي لوقف إطلاق النار لعام 1991.
المقال الذي حرره الصحفيان أندريا برادا بيانكي وبيشا ماجد، اللذان قاما مؤخرا بزيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي الصحراوية المحررة، استعرضا فيه جوانب من حرب الاستنزاف التي يشنها جيش التحرير الشعبي الصحراوي ضد مواقع قوات الاحتلال المغربي على طول جدار الذل والعار والردود العشوائية لجيش الاحتلال.
وأوضحت الصحيفة، أن الهدف من اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، هو محاولة إدخال المغرب في اتفاقيات أبراهام، وهو ما قاد إلى تقارب المغرب أكثر من الكيان الصهيوني، وخاصة صناعة الأسلحة لديها. ولا تزال "قنبلة" ترامب الدبلوماسية، كما تصفها الصحيفة، تخيم على إدارة بايدن التي توجد اليوم في موقف محرج من وجهة نظر دبلوماسية.
كما أشار المقال إلى نشأة جبهة البوليساريو في عام 1973 ضد إسبانيا، ومواصلتها للكفاح ضد القوات المغربية "التي أمطرت مخيمات اللاجئين الصحراويين بذخائر الفسفور الأبيض والنابالم في عام 1976"، مشيرةً إلى أن "الاحتلال المغربي" أجبر غالبية الصحراويين على الفرار إلى مخيمات اللاجئين بالقرب من تندوف على الحدود مع الصحراء الغربية، حيث لا يزالون يعيشون حتى اليوم.
وتطرق المقال أيضا، لقبول جبهة البوليساريو والمغرب لوقف إطلاق النار عام 1991 على أساس أن تقوم الأمم المتحد بإجراء "استفتاء على الاستقلال"، حيث أنشأت لذلك الغرض بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، وهذا في الوقت الذي لا تزال فيه الأمم المتحدة تصنف الصحراء الغربية على أنها إقليم خاضع لتصفية الاستعمار.
الشباب الاشتراكي يقاطع تجاوزات المخزن
إلى ذلك أدان المؤتمر 35 للاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي، انتهاك الاحتلال المغربي للشرعية الدولية في الصحراء الغربية. جاء ذلك في ختام أشغال مؤتمره الذي احتضنته العاصمة البنمية. وعبرت الوفود المشاركة عن إدانتها لإنتهاك المغرب للشرعية الدولية في الصحراء الغربية، عبر توصية قدمها الوفد الصحراوي الذي ضم وفدا من منظمتي الشبيبة والطلبة.
وعبرت الدول الأعضاء عن رفضها القاطع لتوصية حول الوضعية في مخيمات اللاجئين الصحراويين جاء بها وفد الاحتلال المغربي تخالف قواعد الاتحاد العالمي للشباب ومبادئه العامة، معتبرين التوصية منافية للواقع الذي يعيشه الصحراويون بالمخيمات، مجددين بالمناسبة دعمهم لجهود الأمم المتحدة في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.