الجزائر

الجزائر وديبلوماسية القنباص؟!



ما تزال قضية تعيين الأمين العام للجامعة العربية مسألة مصرية بحتة ولا دخل للدول الأعضاء في الجامعة العربية في مسألة تعيين أمين عام للجامعة العربية! فما تزال مصر تفعل بالجامعة العربية ما تفعل أمريكا بالأمم المتحدة!؟والمضحك في قضية تعيين الأمين العام للجامعة العربية هذه المرة هو الطريقة التي تم بها إخراج فيلم تعيين المصري نبيل العربي ليخلف المصري عمرو موسى! والدور الذي لعبته قطر في هذا الفيلم الهزلي كقنباص كلوني مضحك! لعبت فيه الجزائر أيضا دور الريادة؟!
بدأت الحكاية عندما نسقت خارجية قطر مع خارجية مصر في موضوع الطلب من عمرو موسى عقد اجتماع طارئ حول أحداث ليبيا.. وطلب وزير خارجية مصر نبيل العربي من عمرو موسى التنسيق مع دول الخليج وخاصة قطر لتجميد عضوية ليبيا في الجامعة العربية.. ثم الطلب باسم الجامعة من الحلف الأطلسي بأن يقنبل ليبيا حماية لما أسمته مصر وقطر الشعب الليبي من القذافي! وكان الأمر واضحا.. أن مصر "الثورة" وقطر "ملهمة" الثورات تنسقان الأمور على مستوى الجامعة العربية.. خاصة بين وزير خارجية مصر ووزير خارجية قطر! وواضح أن الاثنين اتفقا على افتعال التنافس بينهما على أمانة الجامعة.. لتنسحب قطر فيما بعد لفائدة مصر ويتحقق الإجماع! وواضح أيضا أن هذا التنافس لا أساس له لأن التناغم السياسي بين خارجية مصر وخارجية قطر إزاء ما يحدث في الوطن العربي يكاد يكون متطابقا تماما! خاصة بعد "الثورة" العربية التي تجتاح العالم العربي!
نبيل العربي يلتقي بوزير الخارجية القطري في مكتب الوزير المصري ويرتبان أمر الأمانة العامة للجامعة! وتعتبر بقية الدول الهامشية هذا الأمر نصرا لها.. وتوافق على تعيين المصري الذي كان وراء جلب الحلف الأطلسي لقنبلة دولة عضو في الجامعة العربية وهي ليبيا! تماما مثلما حدث مع عمرو موسى بعد قنبلة أمريكا للعراق! بتغطية عربية كانت الخارجية المصرية ومبارك عرابها الأساسي! المشكلة أن الجزائر التي ناضلت في مؤتمر الجزائر من أجل تدوير أمانة الجامعة العربية لإنهاء هيمنة مصر على هذه المؤسسة وجدت نفسها بغباء (تحسد عليه ديبلوماسيا) توافق على هذا السيناريو البايخ المركب بين قطر ومصر! ووجدت قطر نفسها زعيمة في العالم العربي يحسب لها حساب وتُشكر من مصر والجزائر ومن غيرهما على أنها انسحبت لصالح المرشح المصري!
وإذا كانت الجامعة العربية مهمة بالنسبة لمصر إلى حد أن وزير خارجية مصر يترك منصبه في الخارجية المصرية ويذهب إلى أمانة الجامعة العربية فلماذا لا تعطيها الجزائر أيضا الأهمية المطلوبة وترشح لها شخصية مثل الإبراهيمي لخضر أو بجاوي وهي التي طالبت بتدوير المنصب؟! أم أن الديبلوماسية الجزائرية ما تزال تفضل المصريين على الجزائريين بسبب خلافات مؤسفة ومنحطة في بعض الأحيان؟!
الإصلاح الذي يتحدث عنه الناس الآن في الجزائر ينبغي أن يتجه إلى معالجة القضية التي جعلت من الديبلوماسية الجزائرية مضحكة في العالم العربي والعالم كله!؟ وصدق الإعلام المصري الذي قال: إن نبيل العربي ذهب لأمانة الجامعة العربية ليخدم مصر أولا والعرب ثانيا.. ونحن في الجامعة العربية ديبلوماسيتنا تخدم مصر أولا والجزائر ثانيا!؟ هذا إذا قدر لها أن تخدم الجزائر؟! ولعلنا ننتظر حتى تفعل بنا قطر ومصر ما فعلتا بليبيا في الجامعة العربية؟! إنه البؤس الديبلوماسي بعينه!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)