الجزائر

الجزائر مستهدفة تحت غطاء حقوق الإنسان والديمقراطية



الجزائر مستهدفة تحت غطاء حقوق الإنسان والديمقراطية
حذر عبد الباري عطوان، الكاتب الفلسطيني المقيم في لندن ورئيس تحرير جريدة "رأي اليوم"، من مخطط يستهدف الجزائر من قوى سبق أن استهدفت ليبيا وسوريا والعراق واليمن.وكتب عبد الباري عطوان في افتتاحية صحيفة "رأي اليوم" لعدد يوم الخميس، "الجزائر مستهدفة، ومن القوى نفسها التي استهدفت ليبيا وسورية والعراق واليمن بطريقة أو بأخرى، تحت ستار الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية، والهدف الأساسي هو تفتيت وتمزيق وحدتها الديموغرافية والترابية، وتحويلها إلى دولة فاشلة تعوم فوق بحر من الدماء، وهذا لا يعني تأييد أو مساندة الديكتاتورية والفساد وانتهاك حقوق الإنسان، لكن هناك أولويات، مثلما ان هناك تجارب أخرى، في أكثر من بلد عربي، أماطت اللثام، وكشفت الوجه البشع لمخططات الفتنة ومن يقفون خلفها".وأوضح بقوله "عندما نقول ان الجزائر مستهدفة، فإننا نعي ما نقول، ونملك المعلومات التي تؤكد ذلك، فالسيناريو الدموي المصحوب بالتدخلات العسكرية الخارجية، الذي رأيناه يتبلور في ليبيا، وبصورة أخرى في سورية، كان من المقرر له أن ينتقل إلى الجزائر بكل تفاصيله، ولكن فشله في سورية حتى الآن، رغم الدمار والقتل والتخريب والتمزق، هو الذي أجل وصوله إلى الجزائر، ونقول "أجل" لأننا ندرك، ان القوى التي تقف خلف هذا المخطط، وبعضها عربية للأسف، اعتقدت أن النظام في سورية سينهار في غضون أيام او أسابيع على الأكثر، قبل أن تنقل أدواتها إلى الجزائر".وقال عبد الباري عطوان إن "الشعب الجزائري لعب دورا كبيرا لإحباط هذا المخطط سواء بسبب وعيه، ورفضه الاستجابة لأدوات التحريض وباذري بذور الفتن، او لأنه تعلم من تجربة حرب التسعينات، واستوعب دروسها الدموية، وبات على قناعة راسخة بمقاومة أي تكرار لهذا الكابوس".وكتب عطوان الإفتتاحية تعليقا على الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة غرداية في الجزائر وخلفت قتلى وجرحى.وبدأ الكاتب افتتاحيته بالقول "يتعايش معتنقي المذهبين الإباضي والمالكي في الجزائر منذ مئات السنين في وئام، وتجاوز البربر والعرب كل مؤامرات الفتنة التي حاول المستعمر الفرنسي ان يزرعها من منطلق سياسة "فرق تسد"، وقاتل الجانبات بشراسة، وفي الخندق الواحد هذا المستعمر، وكان من الصعب، بل من المستحيل، ان تفرق بينهما، بل من العار ان تعرف من هو عربي ومن هو أمازيغي".وأضاف "نكتب بعاطفية.. نعم.. لأن ما يجري حاليا من صدامات دموية بين المالكيين والاباضيين في مدينة غرداية في الجنوب الجزائري أدمى قلوبنا، نحن الذين نحب الجزائر، وتجربتها النضالية المشرفة، وشعبها المتميز في تعايشه، وانصهاره في دولته ومجتمعه رغم الصعاب الكثيرة"، مشيرا أن "السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن عدم تنبه السلطات الجزائرية مبكرا لحال الاحتقان والتوتر الطائفي طوال الأعوام القليلة الماضية، وتبادر بخطوات استباقية لحفظ الأمن والاستقرار ومنع هذه الصدامات، ولماذا انتصرت، مثل المرات السابقة حتى تسيل الدماء وتسود الصدامات، وتتوسع دائرة الفوضى".وأشار إلى أن "هناك جهات تصب الزيت على نار الفتنة الطائفية، كمقدمة لفتنة عرقية اكبر بين مكونات المجتمع الجزائري من اجل حرق البلاد، وتكرار السيناريو الليبي فيها، أو إعادة سيناريو الحرب الأهلية بصورة او بأخرى التي أودت بحياة أكثر من 300 الف إنسان".وختم بالقول "نحن في هذه الصحيفة (راي اليوم) نقف مع الجزائر وشعبها في تصديه لهذه الفتنة، بشقيها الطائفي والعرقي، لأن الجزائر، ورغم تسليمنا بكل الأخطاء وفي طريقة حكمها وإدارتها، تستحق الأمن والاستقرار، وكل ما يعزز التعايش والتأليف بين كل ألوان طيفها المذهبي والعرقي والمناطقي لوأد هذه الفتنة في مهدها".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)