الجزائر

الجزائر تستقبل 2015 بآمال وتحديات أكبر



الجزائر تستقبل 2015 بآمال وتحديات أكبر
تودع الجزائر اليوم سنة 2014 بإنجازات ومكاسب متعددة تحققت لها على أكثر من صعيد وبتحديات قائمة تفرض على الجزائريين مزيدا من الصرامة والتبصر من أجل رفعها وتجاوز تأثيراتها على استقرار الحياة العامة واستمرار مسيرة التطور.. هذه المسيرة التي سجلت خطوات عملاقة خلال العام المنقضي، يرتقب أن تتدعم وتتعزز بشكل أكبر في العام الجديد 2015 لما يحمله للجزائر من مواعيد مصيرية هامة في مختلف المجالات، ويحمل معه آمال كل الجزائريين برؤية بلدهم دائما في الطليعة وفي المصاف الأولى على المستوى الدولي.فقد سجلت سنة 2014 للجزائر العديد من المحطات البارزة التي كرست إرادة الشعب الجزائري في صون مكاسب السلم والاستقرار وتطلعاته الدائمة إلى وضع أفضل ومكانة أعلى لاسم الجزائر الذي حفّظته ثورتها التحريرية العظيمة لكافة شعوب المعمورة، تعددت الانجازات التي حققتها الجزائر في العام المنقضي، ومست الكثير من المجالات والقطاعات بداية من المجال السياسي الذي شهد تنظيم استحقاق رئاسي، في ظروف وطنية وإقليمية ودولية وصفت بكونها "غير عادية" في ظل التنافس الشديد والحراك السياسي المتجاذب الذي دار حول ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، قبل أن يحسم الشعب الجزائري السيد في قراره ذلك العراك المحتدم بتزكيته لرجل السلم والمصالحة بنسبة فاقت التوقعات، وأنهت الشكوك التي انتابت الخارج قبل الداخل حول مدى التحام الجزائريين بقيادتهم، وتأثرهم بما يحدث لدى جيرانهم، ليتأكدوا في رئاسيات 17 أفريل 2014 التي شكلت تحديا كبيرا استطاعت الجزائر ان تتخطاه بنجاح، بان الشعب الجزائري الذي يعي أكثر من غيره قيمة السلم والاستقرار، طوى صفحة المحن والصراعات الداخلية، ووجه بوصلته باتجاه التنمية والتطور والعصرنة.وأبانت الأحداث التي تسارعت في محيط الجزائر في 2014، ومنها الأزمات السياسية والأمنية وما نجم عنها من تداعيات لدى دول الجوار كتونس ومالي وليبيا، بأن صون الجزائريين وإعلائهم لقيم السلم والاستقرار، وكذا التجربة التي اكتسبوها في مكافحة آفة الإرهاب الأعمى وفي إرساء المصالحة الوطنية، وتشبثهم الدائم بمبدأ حسن الجوار، ليست قيما للحفظ والتباهي، وإنما هي قيم تتقاسمها الجزائر مع أصدقائها وأشقائها وجيرانها، ولذلك لم تدخر الجزائر جهدا في دعم الدول المجارة الشقيقة والصديقة من أجل إنهاء أزماتها، وحركت آلتها الدبلوماسية وضبطتها على سرعة متأنية، يفرضها طابع الأزمات التي تسعى إلى الإسهام في حلها عبر وساطة حكيمة تتوخى إعادة اللحمة بين الأطراف المتنازعة وإرساء الأمن والاستقرار في البلدان المعنية وفي المنطقة ككل.وعلى الصعيد الداخلي، أضاف قطار التنمية الذي وضعته الجزائر على سكته قبل سنوات، بفضل حكمة قيادتها التي انتهجت سياسة المخططات الخماسية، رصيدا جديدا شمل محطات تاريخية تصنع فخر الجزائريين الذين سيستفيدون كثيرا من مزاياها، ومنها على وجه الخصوص ما تحقق على الصعيد الاقتصادي من مشاريع جديدة، أبرزها فتح مصنع تركيب سيارات "رونو" بوهران وشروع مؤسسة الجيش في صناعة مركبات رباعية الدفع بالشراكة بين مؤسسات وطنية وأجنبية، فيما أدخل العام 2014 الفرحة إلى قلوب الآلاف من العائلات الجزائرية التي استفادت من سكنات اجتماعية في إطار عمليات الترحيل التي وصفت بأنها الأكبر من حيث الحجم في تاريخ الجزائر. ويحتفظ العام نفسه للجزائريين بمحطات فرح متكررة صنعها شباب الجزائر في مونديال البرازيل، بفضل آدائهم المبهر ونتائجهم التاريخية التي نبهت كبار المتخصصين في الكرة المستديرة بعودة أمجاد الجزائر، التي أثارت إعجاب العالم أجمع، ولاسيما العرب الذين اعتزوا بتشريف الجزائر لهم. ومهما عددنا إنجازات سنة 2014، ولأن الحكمة تقتضي عدم الحديث عما فات، والتركيز على ما هو آت، فلابد من الإشارة إلى أن هذه السنة التي نودعها اليوم مهدت للسنة الجديدة الطريق لتجسيد الكثير من المشاريع المعلنة وقطف ثمار الأعمال الكبرى التي تمت مباشرتها في 2014، والتعامل مع التحديات المطروحة وفي مقدمتها تحدي مواجهة أزمة أسعار النفط، لتكون بالتالي 2015 سنة التأكيد على أن الجزائر لازمت بالفعل مسيرة التطور والعصرنة، لاسيما أن البلد تنتظرها الكثير من المواعيد التي ستمكنها من تتويج مسارات الإصلاح والتقويم، ومنها الموعد مع التعديل الدستوري بعد استكمال مسار المشاورات السياسية الموسعة في 2014، وتتويج الوساطة الجزائرية في أزمات مالي وليبيا، ومواعيد أخرى ترتبط بمجال العصرنة وإدخال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في العمل الإداري والتجاري والقضائي واستكمال عمليات الترحيل وإتمام مشاريع البنى التحتية، فضلا عن المواعيد الرياضية الهامة التي تنتظر المنتخبات الجزائرية الداخلة على منافسات قارية ودولية ومنها كأس إفريقيا للأمم المقررة بغينيا الإستيوائية والبطولة العالمية لكرة اليد المقرر في قطر.هذه المحطات وغيرها تحمل للجزائريين كافة آمالا كبيرة لرؤية أفراح الجزائر تتجدد وإنجازاتها التنموية تتعزز ومكانتها بين الأمم في ارتقاء دائم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)