الجزائر

الجزائر تؤيد حلا شاملا وترفض اقتراح الاتحاد الأوروبي



إشراك إفريقيا من أجل التصدي لأزمة الهجرة
نواجه تدفقات كبيرة من المهاجرين على الحدود الجنوبية للوطن
جدد مدير المركز العملياتي المكلف بملف الهجرة على مستوى وزارة الداخلية و الجماعات المحلية، حسان قاسيمي، ، أمس، بالجزائر العاصمة، موقف الجزائر “الرافض قطعا” لاقتراح الاتحاد الأوروبي القاضي بوضع أرضيات خاصة بالهجرة، مؤكدا أن ظاهرة الهجرة السرية تتطلب “ حلا شاملا”.
وفي مداخلة له على هامش اليوم الثالث و الاخير لأشغال الندوة تحت عنوان” اشراك افريقيا من أجل التصدي لأزمة الهجرة”، أوضح قاسيمي أن الاقتراح الاوروبي القاضي بإنشاء أرضيات خاصة بالهجرة على مستوى بلدان شمال افريقيا ليس “ تصورا مقبولا”، مضيفا أن الجزائر قدمت اقتراحات تهدف الى التكفل بهذه الظاهرة في اطار “حل شامل” بإدراج مشاريع “ التنمية و استحداث مناصب عمل و تثبيت شعوب البلدان الافريقية”.
ولدى تذكيره بأن وزارة الشؤون الخارجية سبق و ان عبرت عن الموقف الرسمي للجزائر بخصوص هذه المسألة، فقد أوضح المسؤول أن “ تسوية أزمة الهجرة لا يمكن أن ترتكز على تبني اجراءات أمنية فقط “. كما اضاف قائلا “ تبذل الجزائر جهودا كبيرة في اطار التعاون مع بلدان افريقيا و المنطقة من أجل المساعدة على تسوية هذه الازمة مع الأخذ في الحسبان الخصوصيات و احترام حقوق الانسان و الاتفاقيات الدولية”. في نفس الاتجاه، قال قاسيمي أن الجزائر “ تواجه تدفقات كبيرة من المهاجرين لاسيما على مستوى الحدود الجنوبية للوطن”.
تنقل الأشخاص يعتبر “مطلبا” يستوجب ضمان أمن الدول و الأشخاص و ممتلكاتهم
في مداخلة له خلال الجلسة العلنية، صرح المتدخل أن استحداث فضاء افريقي للتنقل الحر للأشخاص يعد “ طموحا شرعيا”، موضحا أنه يجب على الدول الأفريقية أولا و قبل كل شيئ تهيئة الظروف و التصدي “ للتحديات الكبرى” من أجل تجسيد هذا الهدف.
وفي هذا السياق، أكد قاسيمي ان استحداث فضاء افريقي يضمن حرية تنقل الأشخاص يعتبر “مطلبا” يستوجب ضمان أمن الدول و الأشخاص و ممتلكاتهم، موضحا ان “الدول الاوروبية قد استغرقت حوالي 70 سنة من اجل وضع منطقة شنغن من دون ان تختفي الحدود بشكل كلي”.
و لدى تطرقه الى “التحديات الكبرى” التي ستواجه الدول الافريقية من اجل “ازالة الطابع المادي للحدود”، ذكر المسؤول في وزارة الداخلية مسألة “ندرة المياه” في بلدان الساحل التي تعيش فيها قرابة 30 مليون نسمة و تواجه باستمرار مشكلة الجفاف ، و حذر قاسيمي قائلا “تعيش اربعة بلدان افريقية (نيجيريا و الكاميرون و التشاد و النيجر) حول بحيرة التشاد. فإن جفت هذه البحيرة مستقبلا سوف نشهد هجرة جماعية للسكان نحو شمال افريقيا تقدر ب 20 مليون نسمة” ، و من بين التحديات الاخرى التي ستواجه الدول الافريقية، شدد المسؤول على مسألة التكفل “بنقص المواد الغذائية” و “بالأمراض الاستوائية” على غرار الملاريا و الايبولا، معتبرا ان افريقيا تمتلك “الرغبة و الوسائل من اجل مواجهتها”.
شركات اجرامية تجني عائدات اكبر من عائدات دول القارة
أما الانشغال الاخر الذي يستوجب تعاونا و تحضيرا بين الدول الافريقية، يضيف المسؤول، فيتمثل في مكافحة “الجريمة العابرة للحدود” التي تضعف و تخل بسيادة هذه الدول ، و قال قاسيمي “نحن نتواجد امام شركات اجرامية متخصصة تستعمل وسائل تكنولوجية و تجني عائدات من نشاطاتها الاجرامية تكون في بعض الاحيان اكبر من عائدات بعض دول القارة”، مضيفا ان الجزائر تحوز على استراتيجية من شأنها المساهمة في تنمية البلدان الحدودية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)