الجزائر - A la une

الجزائر بلد الفراغ: لا رئيس و لا حكومة و لا برلمان



الجزائر بلد الفراغ: لا رئيس و لا حكومة و لا برلمان
من أخطر انعكاسات النظام الحاكم في الجزائر تطويره المرعب للفراغ و تحطيمه المهيكل للأمل والديناميكيات .لقد أصبح هذا النظام بدون أي مبالغة خطرا حقيقيا على البلاد في منظوماتها المختلفة.لا يوجد قطاع واحد لم تمسه بالفساد و التفكيك آلة النظام الجهنمية التي طالت الأنسان الجزائري ذاته فدمرته نفسيا و ذهنيا بل و مسخته مسخا.
كيف لا وقد استعان النظام ذاته و بطريقة مبطنة بالأستراتيجيات الكولونيالية مما حال دون بناء دولة حديثة يسودها القانون و المواطنة و الحكامة.
كانت نتيجة ذلك،خمسون سنة من الاستقلال التابع،توطيد”طبائع الأستبداد” و”معاداة الحرية” و”اغتيال العقل” علاوة على مأسسة التزوير و الكذب و الفساد.ان النظام منذ البداية ابتغى السلطة بذهنية القوة لا الشرعية و الأحادية لا التعددية و الأقصاء لا الشراكة و الطغيان لا العدل.انه كان بذلك استمرارا للأستعمار بوجوه أخرى. و من ثم كانت مسيرته بناء”جمهورية بدون شعب” و”دولة بدون مؤسسات ولا قانون” و”ديمقراطية بدون تداول” و “قضاء بدون استقلالية” و”برلمان بدون تشريع أو رقابة”و”مال بدون اقتصاد” و”جامعة بدون تفكير” و”زراعة بدون فلاح” و'اعلام بدون حرية” وهكذا..
ان هذه الذهنية السلوكات انتجت نظاما يكره المجتمع و يكفر بالعلم ولا يؤمن لا بالمساءلة و لا بالمحاسبة. يسير البلاد بطريقة اقطاعية ماركانتيلية أي كمزرعة بقطيعها و عبيدها و خماسيها. ومن وقت لآخر ولهذا السبب او ذاك “يمن” على الناس بشئ من ريع النفط اكراما او ارشاء او تهدئة لهم والا استدعى آلة القمع البوليسي واحداث القلاقل في البلاد تارة بدعوى الأرهاب و تارة اخرى بدعوى المؤامرات الخارجية.
هذه صورة و حالة وطن شهيد اسمه الجزائر..بلد أغرقه النظام في الفساد و الفراغ..فراغ معمم في كل شئ و على كل المستويات.أي بلد هذا الذي لا رئيس فيه و لا حكومة و لا برلمان. الأول مريض و الثانية لم تشكل بعد منذ أكثر من شهر و الثالث في عطلة من قبل أن يباشر عمله.
ولقائل ان يقول أيضا “المجتمع ذاته ينخره الفراغ في احزابه و اعلامه و جمعياته و نخبه”.
وعليه اما ان نتحرك عاجلا لاحتواء الوضع بطرد النظام و زبانيته و زبائنه و ملء ذلك الفراغ المميت بمشروع مجتمع حقيقي والا فلتقرا علينا و على الجزائر صلاة الجنازة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)