الجزائر

الجزائر .. بالصوت والصورة



يعتبر تاريخ ال 28 أكتوبر 1962 الذي يخلد ذكرى استرجاع السيادة الوطنية على الإذاعة والتلفزيون الجزائري رمزا للروح الوطنية التي تحلى بها الإعلاميون والتقنيون الجزائريون الذين أبرزوا قدراتهم على رفع تحدي ضمان بث البرامج، ورغم نقص خبرتهم، إلا أن التقنيين الجزائريين تمكنوا بفضل عزيمتهم وروحهم الوطنية من بث البرامج وذلك بمساعدة تقنيين ومهندسين مكونين قبل الاستقلال توقعا لاسترجاع السيادة حول هاتين المؤسستين.وتشكّل، هذه المناسبة كل سنة مجالا للقاء بين جيل رفع تحدي النهوض بالقطاع السمعي البصري في الاستقلال وتمكّن من بسط سيادته على الإذاعة والتلفزيون وبين جيل لازال يواصل التحدي ببناء إعلام يرقى إلى مستوى المؤسستين.
ويمثل تاريخ 28 أكتوبر من كل سنة مناسبة تاريخية هامة يحتفل بها التلفزيون والإذاعة، كون استرجاع السيادة على قطاع السمعي البصري يعد إنجازا عظيما في تاريخ الجزائر المستقلة، بالنظر إلى الدور الذي تؤديه المؤسستان في الترويج والإعلام، خاصة أثناء الثورة حيث عمد الاستعمار إلى التركيز على إيجابيات المستعمر ومشاهده الثقافية مقابل إبراز علاقات الهيمنة على المجتمع الجزائري مشوهة في أغلب الأحيان نضاله السياسي ورصيده الحضاري.
فذكرى استرجاع السيادة على الإذاعة والتلفزيون ليست مجرد وقفة عابرة وإنما موعد للتذكير بدور هاتين المؤسستين وضرورة التأسيس لإعلام قوي قادر على مواكبة التحولات الجارية في البلاد والتطورات الحاصلة في العالم اليوم، خاصة بالنسبة للسمعي البصري لما يتميّز به هذا القطاع من ديناميكية وفعالية وسرعة في المعالجة والنقل والتأثير.
وكان انشاء «إذاعة الجزائر الحرة المكافحة» التي فرضت نفسها ابان الاستعمار، بمثابة سلاح فعال بالنسبة للمجاهدين وتمكنت من أداء مهمتها والتعريف بالقضية الجزائرية عبر العالم وزعزعة ثقة المستعمر في قدرته على الوقوف ندا للثورة كما كان يزعم.
واستطاعت هذه الإذاعة التي كانت تبث لمدة ساعتين يوميا ابتداء من الساعة 20:00 من بلوغ أهدافها المتمثلة في محاربة حملات الدعاية الاستعمارية والتأكيد على أن استقلال الجزائر بات أمرا محتوما.
اليوم و بعد مضي 57 سنة من استرجاع السيادة الوطنية، لا تزال الإذاعة تضمن الخدمة العمومية من خلال البرامج والحصص التي تبثها عبر قنواتها الوطنية والمحلية.
ولا شك أنّ الحديث عن استعادة السيادة على التلفزيون يجر أيضا إلى الحديث عن فتح السمعي البصري للقطاع الخاص الذي أثير في أكثر من مناسبة من اجل تعميق التجربة الإعلامية في الجزائر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)