الجزائر

الجزائر: الحملة الانتخابية في أسبوعها الثاني (تحقيق)



الجزائر: الحملة الانتخابية في أسبوعها الثاني (تحقيق)
* الفايسبوك للجميع و المواقع لمن استطاع إليها سبيلا
* الجمال و المال و العلم معايير اختيار المرشحين
شهدت ولاية سطيف على غرار باقي ولايات القطر الجزائري انطلاق الحملة الانتخابية منذ أكثر من أسبوع عبر كل بلدياتها 60، لكن الشيء المثير للدهشة هذه المرة هو عزوف الأحزاب عن الإعلان و الإشهار لبرامجها بل حتى لصور مرشحيها، ظاهرة تركت لدينا الكثير من التساؤلات و علامات الاستفهام، فهل هي تقنية جديدة في الدعاية و الإعلان أم هي عجز مادي أو تخوف من وضع لوائح المترشحين في الوقت الحالي، كل هذا جعلنا نقوم بإجراء الاستطلاع التالي فتابعوا معنا:
* أحزاب لا محل لها من الإعراب على ألواح الإعلانات
انطلقت الحملة الانتخابية رسميا يوم 15افريل بحر الأسبوع الماضي عبر كل أرجاء الوطن معطية بذلك الضوء الأخضر للأحزاب بتنفيذ برامجها الدعائية على مستوى الولايات لجلب أكبر عدد من المحبين أو الراغبين في التصويت لصالحهم، لكن هذا العام أتت كل التوقعات بشكل معاكس فتكاد ألواح الإعلانات تصبح شبه خالية ليس جراء إتلاف الملصقات فقط و إنما نظرا لعزوف الأحزاب على إلصاق صور مرشحيها… مما جعل الكثير من علامات الاستفهام تدور حول هذه الإستراتيجية الجديدة المتبعة في الحملة الانتخابية لهذا العام خاصة في ظل التواجد الكبير لقوائم الأحزاب و التي فاقت 40 حزبا دون نسيان قوائم الأحرار.
اختلفت الأشكال و الألوان لكن كل ألواح الإعلانات جاءت في مجملها هذه المرة في مناطق أثارت تحفظ الكثير من الأحزاب السياسية التي صرحت بأن بعض أماكن تعليق الملصقات لا تخدمها في حملتها الانتخابية، لكن كيف بمؤسسات الدولة تسخر كل هذه الإمكانيات المادية و بعد ذلك لا تقوم الأحزاب بتعليق إعلاناتها، فهل هو عزوف المواطن الجزائري عن هذه الانتخابات أم هو عزوف الأحزاب عن حملتها الانتخابية.
* أحزاب تلجأ لوسائط التواصل الاجتماعي لاستقطاب الشباب
لجأت معظم الأحزاب السياسية الجزائرية إلى تكنولوجيات الإعلام و الاتصال لتمرير رسائلها الانتخابية و كانت الانترنت هي الوسيلة التي سمحت بنقل رسائلها عبر العالم الافتراضي و لعل أبرز وسائط التواصل الاجتماعي كان الفايسبوك الذي يعرف إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين، فتنافست الأحزاب في خلق صفحات خاصة بها و أفواج تقوم بالتعريف ببرامج الأحزاب و بمترشيحها على الطريقة العصرية التي استقطبت فضول الشباب الذي أبدع في القذف و السب و الشتم و التعليقات على صفحات بعض الأحزاب السياسية.
لكن أحزاب أخرى قد التفتت الى جانب آخر ألا وهو وضع مواقع خاصة بها على شبكة الانترنت و هذا تطبيقا للنظرية الأمريكية و المصرية في انتخاباتها السابقة و لعل أبرز حملة انتخابية الكترونية في الجزائر كانت الحملة الانتخابية الخاصة برئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في عهدته الثالثة و التي استعملت فيها الانترنت لأول مرة في الجزائر و قد كانت ناجحة بشكل كبير حسب رأي أحد أخصائيي الواب في الجزائر.
* الجمال و المال و العلم مقاييس الترشح في الجزائر
اختارت كل الأحزاب السياسية و قوائم الأحرار في الجزائر مرشحيها للبرلمان القادم و لانتخابات 10 من ماي و لأول مرة في الجزائر شاهدنا هذا الكم الهائل من المترشحين الذين أبدعوا في وضعيات التصوير لاستقطاب أنظار الناس، و لعل البطاقة الرابحة هذه المرة هي صورة المرأة الجملية و نقصد هنا المعايير الراقية للجمال و ليست العادية التي تدعوا للنفور فقد تنافست حسناوات سطيف في وضعيات الصور و هذا نظرا للتجربة و الخبرة التي سبقت هذه الانتخابات في العهدة السابقة بحيث فازت المرشحة ” نعيمة فرحي” أو كما تلقب بحسناء البرلمان بفضل صورتها لا غير فلم تكن معروفة إطلاقا في سطيف بل و قد حقق حزبها السابق حركة الانفتاح مقاعده الوحيدة على مستوى القطر الجزائري في سطيف بفضل نعيمة التي انتخبها السطايفية بقوة نظرا لإغراء صورتها التي لم يتعود عليها السطايفية، لكن هذه المرة تشهد مدينة سطيف منافسة جد شرسة من طرف الحسناوات فقد تفننت منافسات نعيمة في وضع صورهن على المساحات الإعلانية التي خصصت لأحزابهن، فهل يا ترى جاءت هذه العملية عن قناعة أم هي غاية لتحقيق الوصول الى قبة البرلمان و لو بالإغراء، و الجدير بالذكر أن أحد المصورين في ولاية سطيف قد رفع سقف الصور الى غاية 10 ملايين سنتيم و حسب إحدى بطلات مسلسلنا فقد أنفقت أكثر من 45 مليون سنتيم على الصور فقط، و دون إهمال العدد الكبير لرجال الأعمال الذين غزو الساحة السياسية هذا العام و خاصة تجار مدينة العلمة الذين يملكون الملايير دون حصانة و قد قرروا الدخول الى البرلمان لتحصين أنفسهم و تجارتهم، لكن هذه المرة فقد شهدت معظم القوائم الانتخابية تواجد العديد من الدكاترة و المتحصلين على شهادة الماجستير و الجامعيين و هذا لإقناع الناس بأن الأحزاب أصبحت فعليا تقتنع بالعلم… فهل هذا حقا هو الغاية؟
* الفوتوشوب الوسيلة الدعائية الجديدة
لعل الكثير من القراء الكرام بصفتهم مواطنين جزائريين قد لاحظوا صور المترشحين فصور الكثير منهم لا علاقة لها بالواقع المرير، فقد أبدعت أنامل محترفي الفوتوشوب في تغيير و تحسين ملامح المترشحين و جعلهم يصغرون بأكثر من 10 سنوات فلو تأمل أحد محترفي التصميم لعرف على الفور نقاط التغيير و رسم صورة ذهنية في مخيلته عن الشخصية الحقيقية للمترشح، لكن السؤال المطروح الحقيقي هل نقوم بتحسين صورنا من أجل الحملة الانتخابية فقط و ننسى برامجنا السياسية في الاقتصاد و التنمية و تلك الخاصة بالشباب التي هي المعيار الحقيقي الذي يقاس عليه المرشح للانتخابات، فليس الصورة هي التي تمنحنا حقوقنا و تمثلنا في البرلمان بل الإيمان بحق المواطن و الدفاع عن حقوقه و تعريفه بواجباته و تمثيله في البرلمان أحسن تمثيل، فالمواطن أيها البرلماني لا يصوت عليك لأخذ الملايين و الامتيازات بل اختارك لتمثيله و أعطاك أمانة صعبة جدا حسب التفكير الديني و الاجتماعي، فنحن ننتخب نوابا للشعب و ليس نواما لا يعطوننا لا كبيرة و لا صغيرة و لا يمثلوننا أبدا بل يمثلون أنفسهم و يخدمون مصالحهم لا غير. و لو كانت حقيقتهم خدمة الشعب في البرلمان لقابلوه بصورهم الحقيقية و ليست صور الفوتوشوب التي تمحي كل العيوب الخلقية فنتمنى أيضا أن تزول معها العيوب الأخلاقية.
* المحور تجس نبض الشارع السطايفي
حقيقة ننقلها لكم ألا و هي الوعي الكبير الذي لمسناه لأول مرة في مجتمعنا كيف لا و المواطن البسيط أصبح يعرف حقوقه و واجباته و يستدل على ذلك بنصوص القانون و الأكثر من ذلك أن تجد كهلا و شابا يعرف أغلب التشكيلات السياسية و يسرد عليك تاريخ تأسيسها و اسم رؤسائها السابقين و… لكن يظل إشكال العزوف الانتخابي هو النقطة الحساسة في انتخابات 10 ماي المقبل فتقربنا من بعض مواطني مدينة سطيف لجس نبضهم في ما يتعلق بانتخابات ربيع 2012، و أول من قابلناه عمي محمد في العقد السادس من العمر بطلته الأوربية و ملابسه الكلاسيكية و صراحته التي نالت إعجابنا فقد قرر أن ينتخب في 10 من ماي لكن حسب رأيه لن يعطي صوته مجانا فقط بل سيقوم بحساب من منح له صوته فتعجبنا من جوابه فقال لنا: إن لم أحاسبه اليوم فغدا عند رب العالمين، ثاني عينة كانت هناد فتاة في 23 من العمر التقينا بها و في كلتا يديها مجموعة من المنشورات التي تروج لأحد مرشحات الولاية استوقفناها لحظة و سألنها عن الانتخابات فقالت هي أول مرة سأنتخب فيها لكن هذه المرة أنا جد فرحة لأنني أدرك تماما مدى نزاهة هذه الانتخابات حسب ما صرح به رئيس الجمهورية و سنكتسح الساحة، و التمسنا عندها نوعا من النمو و الوعي السياسي الذي لم نكن نراه في أعوام سابقة وقد قالت أيضا أنه حان للمرأة أن تأخذ نصيبها في الساحة السياسية الجزائرية التي ستدخلها بقوة هذا العام، و ثالث شخص كان فارس شاب مسكين أمام حائط قرب ثانوية الشهيد محمد قيرواني الشهيرة في سطيف فتح لنا قلبه بقوة و صارحنا بأنه لن يذهب للانتخاب هذا العام أبدا و عندما استفسرنا عن السبب أجابنا بكل بساطة كيف بشخص قد بلغ 26 من العمر لا يملك لا عمل ولا حتى مصروف جيب و الشيء المحير أنه متحصل على شهادة جامعية لم ينل منها سوى تكسار الراس حسب رأيه، فقال كل المترشحين سواسية عندي، “كلهم يريدون الشكارة و الحصانة ولا واحد يحوس على مشاكلنا إنها الحقيقة” حسب قول فارس.
على أنغام من جبالنا طلع صوت الأحرار خرجنا من دوامة الحملة الانتخابية في مدينة سطيف التي تشهدها على غرار باقي ولايات الوطن، لكن السؤال الذي يطرح نفسه كل مرة… هل حقيقة هذه هي الانتخابات الموعودة بالنسبة للجزائريين ككل، هل هي الانتخابات التي ستعطي كل ذي حق حقة، هل هي أصوات الشعب التي تعطي البرلمان القادم قوته، هل هي آهات المواطن الضعيف التي سيدافع عنها برلمانيو المستقبل أم إنها مجرد شعارات كاذبة اعتدنا عليها و كرهناها منذ سنين ولت، سؤال إليك يا برلماني المستقبل هل حقا أنك قادر على تحمل هذه المسؤولية و هل ستدافع عن حقوق الناس… أم هي صورة سيميولوجية اعتدنا عليها “يا نوام البرلمان”.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)