الجزائر الأولى مغاربيا

وضع تقرير المعهد الأمريكي لقياس تطور الصحة، الجزائر في أعلى قائمة دول منطقة المغرب العربي من حيث العناية بصحة مواطنيها متقدمة في ذلك على المغرب وتونس اللتين صنفهما التقرير في درجة متوسطة.وحلت الجزائر وفق هذا التقرير الذي أنجز العام الماضي، أولا بحصولها على 59 نقطة من أصل 100 نقطة المحددة في المؤشر في وقت حصل فيه المغرب وتونس على 57 نقطة.واعتمد التقرير في تصنيفه على 33 مؤشرا من أجل قياس التقدم المسجل في بلدان العالم فيما يتعلق بدرجة العناية الصحية للشعوب خلال الفترة الممتدة ما بين 1990 و2015.وكان من بين هذه المؤشرات معدل الحياة بالنسبة للجنسين وانخفاض نسبة الوفيات لدى الرضع والأطفال والأمهات إضافة إلى نسبة التغطية الصحية والاهتمام أكثر بالفئات الهشة... وغيرها.يذكر أن الجزائر تبنت منذ الاستقلال سياسة صحية شاملة باعتمادها على مبدأ "الصحة للجميع" من خلال إستراتيجية الصحة الجوارية لمرافقة المسار الصحي للسكان وخاصة في ظل تطور النمو الديمغرافي، حيث عمدت إلى إقامة هياكل صحية واعتمادها على سياسة تكوين في مجال شبه الطبي والأطباء العامين والاختصاصيين.ومكنت هذه الإستراتيجية من القضاء على الأمراض في وقت قياسي خاصة ما يعرف بأمراض الفقر كالسل والكساح والملاريا. ورافق هذه الإستراتيجية أيضا إصدار نصوص قانونية مسيرة لمختلف المؤسسات الصحية كالمستشفيات الجامعية والمراكز المتخصصة وكذا تطبيق النظام المسير للنشاطات الإضافية بين القطاعين العمومي والخاص فضلا عن إعادة بعث البرامج الوطنية. وتحديد سياسة للأدوية في مجال الاستيراد والتسجيل والمراقبة والتوزيع وتخلي الدولة عن احتكارها للمواد الصيدلانية في المجال.ويجمع المتتبعون للقطاع الصحي على أن هذا الأخير شهد في الفترة الأخيرة قفزة متميزة من حيث الكم والنوع بفضل الاهتمام الذي أولته الدولة لهذا القطاع لكن لا تزال هناك العديد من الاختلالات التي تعتري مجال الصحة وتتطلب بدل مزيد من الجهد لاحتوائها.