الجزائريون لا يحبون أماكن عملهم! .. و12 بالمائة فقط لديهم ارتباط بوظائفهم

لا يبدي معظم الجزائريين أي ارتباط مع الوظائف التي يشغلونها، والذي هو مجموع العديد من المؤشرات مثل الالتزام بالأداء الجيد لها، واحترام القوانين التي يعملون في ظلها، وتقديم مردودية كبيرة في النشاطات التي يقومون بها وسعيهم لتحسين المؤسسات التي يشتغلون لديها، فقد وصلت درجة عدم الالتزام العملي بالوظائف لدى العمال بالجزائر إلى 53 بالمائة، في نسبة هي الأسوأ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحتى على المستوى العالمي.فقد أظهرت دراسة قامت بها منظمة "GALLUP" الأمريكية المختصة في إجراء الأبحاث في قطاعات الإدارة و التسيير، أن نسبة الجزائريين الذين لديهم ارتباط بالمؤسسات التي يشتغلون بها ويقدمون كل ما يملكون من طاقات وإمكانات في سبيل تحقيق التقدم في نشاطاتها لا تتجاوز نسبتهم 12 بالمائة.
أما الذين ليس لديهم ارتباط بمؤسستهم و لا يهمهم أي تحسن في أداء المؤسسة فيصل إلى 35 بالمائة من مجموع العينة التي أجريت عليها الدراسة، فيما وصلت نسبة غير المرتبطين بصورة عملية بوظائفهم، الذين تشبه حالتهم الانفصال النهائي عن الوظائف التي يشغلونها ما يفوق 53 بالمائة، وهي واحدة من أكثر النسب ارتفاعا على المستوى العالمي.
وبالمقارنة مع الدول المجاورة، نجد أن النسبة في المغرب لا تتجاوز 31 بالمائة، و29 بالمائة في ليبيا، في حين حلت تونس في مرتبة أسوأ من الجزائر في هذا المجال ب54 بالمائة، فيما لم تتجاوز 32 بالمائة في مصر، لترتفع نسبيا في سوريا إلى 45 بالمائة من مجموع العمال.
أما أدنى نسب عدم الارتباط العملي في الدول العربية فقد كانت لدى العمال القطريين، حيث لم تتجاوز 10 بالمائة، و14 بالمائة لدى نظرائهم الإماراتيين، و11 بالمائة في السعودية، و17 بالمائة في الكويت، بينما لم تتجاوز لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي 22 بالمائة.
أما على المستوى العالمي فقد احتلت تايلندا المرتبة الأولى، حيث لم تتجاوز نسبة عدم الارتباط بالوظيفة لدى عمالها نسبة 2 بالمائة، أي بفارق 51 بالمائة عن الجزائر!
ووجد التقرير علاقة كبيرة بين مدى التواؤم بين الموظف والوظيفة في خلق ارتباط بينهما، حيث كشفت أن نسبة عدم الالتزام بالعمل سببه في الكثير من الأحيان الفرق بين طبيعته والمستوى التعليمي للعامل، كما كشف التقرير أيضا عن ارتفاع نسبة عدم الالتزام في أوساط العمال الذين يبذلون مجهودا بدنيا عن نظرائهم في العمل الفكري.
ومن أجل تفادي نسب عدم الارتباط بالوظائف نصح التقرير المسيرين في مختلف المؤسسات اعتماد إستراتيجية وفلسفة قيادة ، التي تعطي الاعتبار للعمال الذين يبدون التزاما أكبر في مناصبهم، وترقيتهم للوصول إلى الخطوط الأمامية وكذلك اعتماد منهجية محاسبة وتقييم التي تراقب التزام العمال دوريا وتصدر تقارير تساعد الإدارة على زيادة ارتباط موظفيها، بالإضافة إلى تعميق اتصالها بالعمال خاصة بين القيادة وباقي العمال.
يذكر أن التقرير الذي تعده "GALLUP" يتم نشره كل سنة اعتمادا على دراسات قام بها في أكثر من 140 دولة حول العالم، تقوم بإعدادها فرق بحثية كل واحدة اختصت في بلد معين، وصل إلى أن النسبة الإجمالية لارتباط العمال في العالم بوظائفهم لم تتجاوز 13 بالمائة، وأكدت أرقامه أنه لا علاقة لنمو اقتصاد الدول وتطوره بنسبة الارتباط، لكن الارتباط بحد ذاته له آثار على اقتصاديات الدول.