الجزائر

الجدير بالذكر التعميم والتشخيص


من المساوئ التي تميّز شعبنا عن بقية العالمين إتقانه للشتم والسب وجلد الذّات. ولكن أكبر مساوئنا وأكثرها انتشارا وتجذّرا فينا هي ذاتيتنا المفرطة، فنحن لا نرى الأمور بموضوعية ونخلط بين الذّاتي والموضوعي ونغلّب في كل الحالات الأول على الثاني، ربما لأننا شعب عاطفي يسيّره القلب أكثر ممّا يسيّره العقل. وحتى لا أُفهم خطأ، فأنا هنا أتحدث عن غالبية الشعب وليس عن الإستثناءات فيه.. فالمواطن الجزائري الذي ضاع حقه في العدالة من الصعب أن تقنعه بأن العدالة في الجزائر بخير وأن ما حدث له يمكن أن يحدث لغيره في بلد آخر غير الجزائر وأن القضاة ورجال القانون في جزائرنا لا يثنيهم واحد ترى أن حكمه عليك أو في قضيتك كان مجحفا.. ومن المستحيل أن يصدّقك مواطن جزائري لم يتحصّل على سكن اجتماعي بنزاهة الإدارة المكلفة بتوزيع السكنات والسهر على الاستفادات، فالإدارة التي لم تمنح له سكنا ليست نزيهة وجميع القائمين عليها من المحابين والمرتشين... وذات المواطن إذا تقدم إلى مؤسسة معنية وسويت حاجته بالشكل الذي يرضيه ولبّيت فيها جميع مطالبه مستحيل أن تقنعه بأن هذه المؤسسة مثلها مثل باقي المؤسسات في البلد، سيقنعك أو يحاول أن يقنعك من أنها الأفضل والأحسن لا لشيء إلا لأن أموره ”هو” سويت بها.. وما يقال عن المؤسسات يقال عن الأشخاص، فالجزائر كثيرا ما يضع الناس جميعا في ”شكارة” واحدة، فنواب الأمة كلهم انتهازيون وفاشلون وجاهلون ومتكبّرون، لأن نائبا واحدا من بينهم جميعا أحسن الظن به فأخلفه.. وأعضاء الحكومة جميعهم فاسدون لأن وزيرا واحدا منهم لا تعجبنا طريقة تسييره لقطاعه.. علينا أن ننظر إلى أمور وطننا بموضوعية وبمنطق بعيدا عن الذاتية وعلينا التشخيص لا التعميم. العاطفة جميلة لكن العقل أجمل..   سليمان جوادي
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)