الجزائر

الثناء قبل الدُّعاء أرجى للإجابة



الثناء قبل الدُّعاء أرجى للإجابة
اعتاد الناس أن يتوجَّهوا إلى الله تعالى بالدُّعاء دون أن يُقدِّموا بين يدي الدعاء ثناءً على الله تعالى بما هو أَهْله والأولى أن يبدأَ الدَّاعي بالثَّناء على الله الخالق الرزَّاق ثم يعترف بحقِّ الله تعالى عليه مع الإعلان له سبحانه بالولاء وأخيراً يتوجَّه بالدُّعاء الخالص فهو أَرجى للقبول والإجابة.والذِّكْرُ ثلاثة أنواع:1- ثناء.2- ولاء.3- دعاء.وهي من حيث الأفضليةُ على التَّرتيب السَّابق. ولذا كانت آية الكرسي أفضلَ آية في كتاب الله تعالى لأنَّها كلّها ثناءٌ على الله عز وجل بما هو أهلٌ له من الكمالات.كما كانت سورة الإخلاص ومطلعها (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) تعدل ثلث القرآن الكريم لأنَّها كلها ثناءٌ على الله تعالى وإقرارٌ له بالوحدانية.وقد قال صلى الله عليه وسلم: أفضلُ ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كُلِّ شيء قدير.وعند مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ وهنَّ: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وهي كلُّها ثناءٌ على الله تعالى.وأنت لو تدبَّرتَ الفاتحةَ أم الكتاب التي يُكرِّرُها المؤمنُ في صلاته اليومية كثيراً لوجدتها تجمعُ أنواع الذِّكر الثلاثة: الثناء والولاء والدُّعاء على الترتيب.فقوله تعالى: (الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ2/1الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ3/1مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ثناء.وقوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) اعترافٌ لله بما له علينا من حقِّ العبادة والاستعانة الخالصتين لوجهه الكريم وهو إعلانٌ بالولاء له سبحانه.وقوله تعالى: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ6/1صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) دعاء.وحينئذ يعلنُ الحقُّ عز وجل مُلبِّياً عبده مخاطباً الملائكة: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.ولو تأمَّلْتَ خطبة الجمعة لسمعتَ الخطيبَ يجمع بين أنواع الذِّكر الثلاثة مُرتِّباً لها حسبَ الأفضلية فيبدأ خطبته بالثَّناء على الله تعالى فيحمده ويشكره ثم يُعلِّم الناسَ حقوق الله تعالى عليهم وواجبهم نحو خالقهم القدير وكيف يُحقِّقون له الولاء وينهي خطبته بالدُّعاء.ولذا فقد سنَّ لنا رسول الله صل الله عليه وسلم أن نبدأَ صلاتنا بدعاء الثناء فنقول: سُبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسُمك وتعالى جدُّك ولا إله غيرك وهو بالإضافة لأوائل سورة الفاتحة ثناءٌ على ثناء.ولو تدبَّرتَ أكثر ما كان يدعو به الرسول صلى الله عليه وسلم ويردِّده أو يُعلِّمه للصحابة الكرام لرأيته يبدأُ بالثَّناء قبل الولاء والدُّعاء.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)