الجزائر

الثلوج تجمد التلاميذ في أقسام “باردة”غير مجهزة بوسائل التدفئة


الثلوج تجمد التلاميذ في أقسام “باردة”غير مجهزة بوسائل التدفئة
أرق المنخفض الجوي القاسي والذي سيستمر إلى غاية الأيام القادمة في ولاية عين الدفلى، فيدرالية أولياء التلاميذ بالولاية التي أعربت عن مخاوفها حيال حجم المعاناة التي يتكبدها العشرات من تلاميذ المدارس الواقعة في البلديات الريفية والتي تفتقر مؤسساتها التعليمية إلى وسائل التدفئة أو أفران تقليدية، بل الأدهى والأمر من ذلك هو حصول بعضها على ميزانيات خاصة لربط المدارس بهذا المرفق الحيوي، لكن تأخر أشغال الربط طرح أكثر من علامة استفهام في زمن التبجح بنسب النجاح وإصلاح القطاع التربوي. هذا الوضع الخطير المشحون بغضب الأولياء، دفع برئيس الفيدرالية محمد حاجي غالى الخروج عن صمته والتنديد بظروف التمدرس في الأقسام “الباردة” التي سببت العديد من أمراض الحساسية وأحالت العشرات من التلاميذ على مصحات خاصة لتلقي العلاج ضد الأنفلونزا الموسمية بسبب فيروسات أصابت الأجهزة التنفسية لهؤلاء التلاميذ المعرضين بدرجة أكثر لهذه العدوى الفيروسية. وقد استهجن رئيس الفيدرالية هذه الظروف الخطيرة داخل الأقسام وبالتحديد المدارس الواقعة في المناطق المعزولة التي كثرت فيها عدوى الأنفلونزا في ظل كثافة الثلوج وكذلك الجليد واستمرار هطول الأمطار حسب التنبؤات الأخيرة لمصالح الأرصاد الجوية. وأبدى محدثنا امتعاضه من التأخر في وضع حد لهذه المعاناة التي يتجرعها اليوم التلاميذ جراء تقاعس الجهات المكلفة على مستوى مديرية التربية والجماعات المحلية بربط الأقسام بالتدفئة. كما تساءل بحدة عن مصير الأموال التي رصدت لهذا الغرض في الوقت الذي سئم فيه أولياء التلاميذ التجمهر أمام المؤسسات التربوية، مطالبة بإنقاذ أولادهم من هذا “الخطر الداهم”. وحسب رئيس الفيدرالية فإن الوزارة الوصية باتت مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى باتخاذ تدابير سريعة لربط المدارس بوسائل التدفئة لوصول درجة الحرارة أقل من 5 تحت الصفر في المرتفعات كما هو حاصل في بلديات مليانة، بن علال، بلعاص، تاشتة، عين الأشياخ، جندل وعين التركي وغيرها من البلديات الشمالية والغربية.
وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر محلية أن الوضع الخطير الذي بات يشغل عقول الأولياء لا يقتصر فقط على المناطق النائية، بل تعداه ليشمل عاصمة الولاية، من خلال حديث عشرات التلاميذ عن تعرضهم لنزلات برد بالجملة نتيجة غياب وسائل التدفئة، وهو ما جعل الجميع في الولاية يدقون ناقوس الخطر حيال تضاعف معاناة التلاميذ وخطر الموت الذي يهددهم بسبب الظروف المناخية الصعبة. ولعل ما يؤكد هذا الطرح هو ما يتعرض له تلاميذ مدرسة 1 نوفمبر بعاصمة الولاية بفعل تعطل أفران التدفئة منذ سنة 1990 بمعنى معاناة عمرها 23 سنة كاملة وسط صمت رهيب للسلطات العمومية التي تكون قد ارتدت “نظارات سوداء”دون حل المشكلة برأي أولياء التلاميذ وبعض المربين الذين تحدثوا بمرارة عن صعوبة العمل في مثل هذه الظروف القاسية كما جاء على لسان مربية تشتغل بالمؤسسة “البرد لا يطاق والعمل يفرض عليها مجاراة الواقع كما هو عليه الآن”، مؤكدة بالحرف الواحد “أنفق أكثر من 6000 دينار لتلقي العلاج ضد مرض الحساسية”.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)