الجزائر

الثقوب السوداء حقيقة علمية ولا تشكل خطرا على كوكبنا


* email
* facebook
* twitter
* linkedin
قال الدكتور عبد الرحمن مزاوي، إنّ الثقب الأسود بحجم برتقالة إلّا أنه لو اقترب من كوكب الأرض لا بتلعه ولن يزيد حجمه أكثر من سنتيمتر واحد، مضيفا أنّ هذا الأمر من الصعب تصديقه إلاّ أنّه حقيقة أثبتت علميا، في حين اعتبر أنّ احتمال اصطدام الثقب الأسود بالأرض ضعيف جدا.
نشط الدكتور والأستاذ بكلية الفيزياء بباب الزوار، عبد الرحمن مزاوي، محاضرة أوّل أمس، بفضاء "عبان رمضان" التابع لمؤسسة "فنون وثقافة"، بعنوان "تاريخ اكتشاف الثقوب السوداء النجمية والهائلة والبدائية".
في هذا السياق، أشار الدكتور إلى صعوبة تصديق حقيقة وجود ثقوب سوداء في الفضاء وكذا قدرتها في ابتلاع أيّ شيء يقترب منها، وهذا عبر جاذبيتها الخارقة، مضيفا أنّه من الصعب جدا مشاهدة الثقوب السوداء إلا أنّه يمكن معرفة مكان وجود بعضها بفعل نشاط مجال اللاعودة المحيط بها، مثل الانبعاثات الهائلة لأشعته السينية أو الهزات التي تحدث بعد التحام ثقبين أسودين أو ثقب أسود مع نجم نيتروني أو بين نجمين نيترونين.
وأضاف أن الثقب الأسود يتشكل من مادة تزن القبضة منها بما يعادل خمسين (أوكتيليون) غرام، أي رقم خمسين وأمامه 27 صفرا، وهو ما يعادل عشرة أضعاف وزن الأرض، وأن هذا التركيز الهائل لكتلة المادة في الثقب الأسود، والذي يصعب على العقل تصور مقداره، هو سبب الجاذبية الخارقة التي يتمتع بها الثقب الأسود والتي تجعل من المستحيل على أي شيء الإفلات من قوة جاذبيتها بما في ذلك الضوء، مشيرا أيضا إلى توقف الوقت داخل الثقب وأنّ أيّ جسم يدخل إليه إما أن يتحطم أو يدور في فلكه إلى الأبد. كما ذكر نشأة الثقب الأسود من خلال وفاة نجم عملاق بعد نهاية حياته، والذي تزيد كتلته بأكثر من 25 ضعفا من كتلة الشمس، وبه توازن بين القوة النابذة الناتجة عن الاندماج النووي، والتي تدفع بمادة النجم بعيداً عنه، وبين قوة التجاذب بين العناصر والذرات التي تكون مادة النجم، والتي تجذب المادة نحو مركز النجم، فيحافظ النجم على كتلته بشكل متماسك، حتى إذا نفذت طاقة النجم، تتغلب قوة الجاذبية على قوة الطاقة، فتنكفئ مادة النجم إلى مركزه، وتنضغط انضغاطاً شديدا بسبب كثافتها وقوة التجاذب بينها، وتشكل ثقباً أسودا. وتحدث الدكتور عن الاكتشاف النظري للثقب الأسود سنة 1930 من طرف العالم الهندي شاندراسيخار، ومن ثم إثبات وجود الثقب الأسود من خلال حسابات وعبر الاشعاعات السينية، سنة 1971، إلا أنه في أفريل من السنة الجارية، تم التقاط أول صورة لثقب أسود عبر شبكة تلسكوب (إيفينت أورزيون) المشكلة من ثمانية تلسكوبات في مختلف دول العالم، وتظهر بقعة مظلمة أمام حلقة تضيء بشكل خافت. كما يمتلك كتلة هائلة ويقع على بعد 22 مليون سنة ضوئية من الأرض.
وذكر الدكتور أنواع الثقوب السوداء، وهي: الثقوب السوداء النجمية التي تتشكل عند انهيار نجم عملاق عظيم كتلته نحو 15 كتلة شمسية أو أكثر والثقوب السوداء العملاقة التي تتراوح كتلتها بين مئات الآلاف وبلايين الكتل الشمسية، وعلى الأغلب فإن معظم المجرات تقع في وسطها الثقوب السوداء فائقة الكتلة بما في ذلك مجرتنا مجرة درب التبانة، والثقوب السوداء البدائية والتي لم يبرهن على وجودها علميا، وقد تكونت خلال انهيار الجاذبية عند منطقة ذات كثافة عالية في الانفجار الكبير.
للإشارة، عبد الرحمن مزاوي، أستاذ علم الفيزياء بجامعة باب الزوار، متحصل على دبلوم الدراسات المتقدمة في الفيزياء الفلكية في جامعة باريس ودكتوراة في الدراسات العليا في مرصد Meudon، في علم الفلك الإشعاعي
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)