لم يزل الإسلاميون - بعد نشوء الفرق - مختلفين في تفسير كثير من منصوصات الشّرع، وتأثر كثير منهم في قراءاته للوحي بمناهج القدماء، فوضعوا مصطلحات معيارية وفق ذلك تُميِّز القطعيَّ عن غيره - في ظنّهم -، وخلُص بهم الأمر إلى أن يحكموا على دلائل القرآن والسنّة بالظّنية أبدا، لإمكان ورود الاحتمال على الألفاظ - ولو من غير دليل - من وجوه عدّة( )، ممّا فتح لهم باب التّأويل في كلّ ما ظُنَّ أنّه معارَض، وكان من أهمّ آليات التّأويل "المجاز"، قصدوا به حمل الألفاظ على ما يمكن أن يريده المتكلّم بلفظه، متخطّين في كثير من ذلك موضوعية الألفاظ في حقول الإدراك المعرفي، فجالوا في عالم الغيب بمقررات إلحاق أمثال عالم الشّهادة بعضها ببعض، أو تفريق مختلفاته، من ثَمَّ وقع التباين - في اعتبار المجاز أو عدم اعتباره - بين الخلفيات العقدية، وليس في صلب حركية اللّغة من منشأ الوضع إلى صورة استعمال الخطاب لها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/05/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - مختار حمحامي
المصدر : دراسات إنسانية واجتماعية Volume 2, Numéro 2, Pages 169-194