التوازن الھرموني النفسي

من القضایا الأساسیة التي یناقشھا علم النفس الفزیولوجي البحث عن المؤشرات الفزیولوجیة التي ھي دالة وظیفیة لحالة الفرد النفسیة وخصائصھ الشخصیة والسلوكیة فمجھودات ھذا النسق المعرفي تنصب على دراسة العلاقة بین المتغیرین العضوي والنفسي سواء على مستوى وظائف أجزاء محددة بالجسم كما ھو الحال في البحث عن الصلة بین الجھاز العصبي المركزي بظواھر مثل التعلم ,الذاكرة , الانفعال ...الخ . أو على المستوى الجزیئي الكیمیائي كما ھو الحال في مجال تتبع أثر الھرمونات على السلوك والشخصیة . وضمن المستوى الثاني لھذه العلاقة, تحاول ھذه المقالة تسلیط الضوء على طبیعة العلاقة التفاعلیة بین النظام الغدي (الصم ) الھرموني والحیاة النفسیة والإنفعالیة للفرد. فالجھاز الغدي ومایفرزه من ھرمونات یلعب دورا في التعیرات الفزیولوجیة التي ینتج عنھا عملیات نفسیة وتغیرات سلوكیة.كما تؤثر من جھتھا الحالات الإنفعالیة على مدى انتظام ھذا الجھاز الغدي , فأي تغییر مھما كان طفیفا في أي منھما یحدث أثرا كبیرا وملموسا في نموالفرد, وھذا مایجعل التوازن الھرموني النفسي مطلبا حیویا لإتزان الشخصیة التي تمثل في جوھرھا ھیكلیة دینامیة للجوانب الغریزیة والفیزیولوجیة والذھنیة والنفسیة والإجتماعیة ..الخ .