الجزائر

التكتلات وراء تدهور مستوى النادي



* email
* facebook
* twitter
* linkedin
لا زال الحارس عميرة موجود دائما في ذاكرة الرياضيين القالميين، لاسيما أولائك الذين كانوا يناصرون ترجي قالمة، لما كان ينشط في البطولة الوطنية بقسمها الأول في الستينات والسبعينات، وقتها كان هذا الفريق يضم شلة من نجوم الكرة الجزائرية، نذكر من بينهم المهاجم نور الدين حشوف، الملقب آنذاك ب«قلب الأسد"، بسبب اندفاعه وحاسيته في تسجيل الأهداف، والمايسترو مصطفى سريدي الذي لعب في الفريق الوطني رفقة لالماس، هدفي، بن فرحات، عطوي وغيرهم .
ترجي قالمة كان يضم الحارس البارع بلحواس، غير أنه لعب لفترة قصيرة مع ترجي قالمة، وانتقل إلى ألمانيا لأسباب مهنية، تاركا خليفته عميرة الذي أصبح الحارس الأساسي للفريق بدون منازع. يقول عميرة ل«المساء"، عن بداية مسيرته مع ترجي قالمة "لقد انضممت إلى ترجي قالمة في بداية الاستقلال، وتدرجت في الفئات الصغرى للفريق إلى أن وصلت إلى فئة الأكابر، لكنني كنت عنصرا بديلا للحارس الكبير حميد بلعباس، الذي كان من الصعب منافسته في التشكيلة الأساسية، لامتلاكه إمكانيات كبيرة في التصدي للمهاجمين والسيطرة على منطقته. كنت أستخلفه في حالات نادرة، منها تعرضه للإصابة أو الإقصاء، لكن شاءت الأقدار أن يضع بلعباس حدا لمشواره الرياضي مع النادي، بعدما قرر السفر إلى ألمانيا والاستقرار في هذا البلد الذي قضى فيه جزءا كبيرا من عمره، إلى أن توفته المنية هناك. منذ ذلك الوقت وأنا الحارس الأساسي لترجي قالمة، الذي لعبت معه لفترة طويلة على مستوى القسم الأول، الذي كان ينشط فيه كبار الأندية الجزائرية".
تكوين ممتاز في الفئات الصغرى
أرجع محدثنا تواجد ترجي قالمة لفترة طويلة في بطولة القسم الوطني الأول، إلى امتلاكه في تلك الفترة للاعبين ماهرين، بعدما تلقوا تكوينا ممتازا في الفئات الصغرى، منهم حشوف، سريدي الملقب بتسمية "تيوا"، وسط الميدان نايلي الذي لم يسعفه حظ اللعب وحمل ألوان الفريق الوطني، رغم براعته الكبيرة في اللعب، الحارس الكبير بلحواس والجناح الأيسر إيصالحي الذي استدعي عدة مرات إلى التشكيلة الوطنية، وشارك معها في الألعاب الإفريقية التي جرت بالكونغو برازافيل سنة 1965. كما اشتهر قالمة في تلك الفترة بفئاته الصغرى التي دعمت الفرق الوطنية بلاعبين ممتازين.
لا زال الحارس السابق عميرة يتذكر التنافس الرياضي الكبير الذي كان يطبع لقاءات ترجي قالمة مع فرق القسم الأول، لاسيما المباريات ضد شباب بلكور آنذاك، حيث قال في هذا الموضوع "سواء جماهير بلكور أو جماهيرنا، بل وحتى جميع الرياضيين كانوا يتشوقون لرؤية أو متابعة مباريات الشباب مع ترجي قالمة. لا زال في ذاكرتي اللقاء الشهير مع هذا المنافس بملعب "20 أوت سنة 1965. كنا متقدمين في النتيجة بفضل الهدف الذي سجله حشوف، غير أن الأمور تغيرت بعد أن تعرض حارسنا الكبير حميد بلحواس لإصابة، نقل على إثرها إلى المستشفى وخلفه في حراسة المرمى حشوف، ومن ثمة تمكن شباب بلكور من قلب الموازين لصالحه، وفاز بنتيجة 2 1. لقد استمر ترجي قالمة كمنافس عنيد لزملاء لالماس وكالام، وعادة ما كان فريقنا ينهي البطولة وراء هذا النادي بفارق نقطة واحدة، مثلما حدث لنا مع اتحاد الجزائر ونصر حسين داي اللذين فازا في الستينات بلقب البطولة".
التآخي والتضامن سمتا اللاعبين
تذكر الحارس السابق عميرة بكثيرة من التأثر الجو العائلي الذي كان سائدا في تلك الفترة، ضمن فريق ترجي قالمة، قائلا في هذا الشأن، إن عوامل كبيرة ساهمت في تشكيل فريق قوي، منها كما قال التآخي والتضامن بين اللاعبين داخل وخارج ميدان كرة القدم. "كنا نلعب من أجل إرضاء مناصرينا والدفاع عن ألوان النادي. لم نكن نفكر في الجانب المادي الذي كان عاملا ثانويا بالنسبة إلينا، كلاعبين يسرهم كثيرا اللعب في فريق كبير مثل ترجي قالمة العريق بتاريخه الرياضي، حتى ما قبل الاستقلال. منح التشجيع كانت ضعيفة مقارنة بما كان يتلقاه لاعبون من فرق أخرى منافسة لنا في البطولة، على غرار نادي مولودية الجزائر الذي كان يمنح للاعبيه 640 دينارا، حسبما أكده لي لاعبه آنذاك لموي عن كل انتصار، بينما نحن كنا نقبض 50 دينارا فقط. لموي أخذته الدهشة والاستغراب لما أخبرته بقيمة هذا المبلغ في نهاية المباراة، التي فزنا بها على مولودية الجزائر بملعب بولوغين".
ذكريات أليمة
غير أن الأغلبية الكبيرة من الفرق المشكلة للقسم الأول، كانت تقريبا متساوية في مجال وسائل العمل، التنقلات برا كانت تتعبنا كثيرا، إذ عادة ما نسافر في اليوم الذي نلعب مباريات البطولة. لا زال في مخيلتي الحادث الذي وقع أثناء تنقلنا إلى وهران لمواجهة المولودية المحلية، وأثناء السير نحو مدينة الباهية، وقع المهاجم حشوف تحت تأثير الإرهاق، مما جعله ينفجر غضبا بسبب الوقت بين قالمة ووهران لفترة طويلة، فقفز فجأة من الحافلة وهي تسير، ولحسن حظه لم يحدث له أي مكروه. لقد قضيت طفولتي كلها مع حشوف، حملنا سويا ألوان ترجي قالمة والتقينا من جديد في العمل المهني. لقد كان حشوف موهوبا في اللعب، دافع بشراسة عن ألوان النادي وقدم له خدمات كبيرة، لكنه لم ينل أي شيء في الجانب المادي، فتوفي منذ حوالي عشر سنوات، تاركا ذويه يعانون أزمة السكن، وهي في أمس الحاجة إلى المساعدة المادية. وأجد نفسي في بعض الأحيان أعين عائلته، لأنني قريب منها".
كما أبدى تألمه من الوضع الصحي الحرج الذي يتواجد فيه زميله السابق في ترجي قالمة مصطفى سريدي، كاشفا أنه يعاني الباركينسون الذي يضر بذاكرة الإنسان. "سريدي تخونه الذاكرة، وأصبح يتكلم بصعوبة. نطلب له الشفاء العاجل من الله"،قالالحارسالقديمعميرةالذيتأسفعماآلإليهفريقهالسابقترجيقالمة،حيثأرجعتدهورمستواهومغادرتهللقسمالأول،إلىالتكتلاتالتيطفتفيمجالتسييرالنادي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)