التقرير السنوي للصليب الأحمر الدولي: انحسار موجة العنف في الجزائر خلال السنوات الأخيرة

الجزائر تدفع ثمن التوتر على حدودها الجنوبية والشرقيةأشاد التقرير السنوي للصليب الأحمر الدولي الخاص بسنة 2012 بانحسار موجة العنف في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، وبما وصفها بالإصلاحات التي شملت قطاعات الإعلام، بالإضافة الى توسيع تمثيل المرأة في المجالس المحلية والوطنية. لكنه أشار إلى أن الجبهة الاجتماعية لا تشهد هذا التقدم حيث لا تتوقف الاحتجاجات المطلبية عبر أنحاء مختلفة في البلاد، خصوصا تلك المرتبطة بالبطالة المنتشرة بكثافة في أوساط الشباب.
لكن الجديد الذي جاء به تقرير المنظمة الإغاثية والإنسانية الدولية هو الآثار التي تركتها المشاكل الأمنية التي تعانيها الكثير من الدول المحيطة بها، خاصة في الشمال الشرقي، في إشارة الى أزمة جبل الشعانبي في محافظة القصرين التونسية المحاذية لولاية تبسة، والتي عرفت تحصن مسلحين متشددين خاضوا معارك مع الجيش التونسي، وترك أثرا على الجانب الجزائري الذي حشد قواته العسكرية والأمنية خشية انتقال التوتر إليها وكذلك الأزمة في الساحل التي نشأت بعد سيطرة مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وما تلاه من توتر على الحدود والمعارك التي دارت بين الجماعات المسلحة، والقوات الفرنسية وحلفائها الأفارقة بداية السنة الجارية.
لكن أزمة مالي لم تقتصر على الشق الأمني حسب ما ورد في التقرير، بل تعداه الى الشأن الإنساني حيث كانت الجزائر قبلة لآلاف اللاجئين الماليين، الذين يعيشون في ضيافة عائلات جزائرية، فيما لا يستقبل المخيم الذي أقامته السلطات الجزائرية سوى 300 لاجئ فقط.
وحول جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، أشاد التقرير بتحركات الجزائر لإيجاد تنسيق إقليمي في مواجهة المد المتطرف الذي تشهده المنطقة، والتقليص من التهديد الذي تمثله عصابات الجريمة المنظمة في الساحل وشمال إفريقيا.
أما فيما يتعلق بنشاطات بعثة الصليب الأحمر الدولي التي زارت الجزائر، فقد شملت، حسب التقرير، زيارة مراكز الاعتقال ووقفت خلالها على ظروف احتجازهم والشروط المتوفرة فيها. وقد بلغ عدد هذه المسجونين الذين تمت زيارتهم 5443، متوزعين على 50 سجنا. وتمكن المراقبون من الحديث بصورة انفرادية مع 259 سجينا بينهم امرأة واحدة و10 قصر.
وفي سياق احترام حقوق المساجين أقامت بعثة الصليب الأحمر الدولي دورات تكوينية لطلبة المدرسة العليا للقضاء، والقضاة العاملين في مناطق مختلفة في البلاد حول القانون الدولي الإنساني، والذي يهدف الى تشديد المراقبة على وضعية المعتقلين والظروف التي يجب أن تراعى فيها احترام حقوق الإنسان والقوانين.
وأشار التقرير إلى الجهود التي قام بها الصليب الأحمر الدولي بالتعاون مع الهلال الأحمر الجزائري في ربط الاتصال مع الجزائريين المعتقلين في سجون جزائرية خصوصا في سجن غوانتنامو الأمريكي في كوبا، حيث استفادت عائلات المعتقلين من مكالمات هاتفية وأخرى عبر الفيديو مع أقاربهم للاطمئنان عليهم.