الجزائر

التقاطب اللغوي في مجموعة "الصمت والجدار "



تشكل القصة القصيرة كتابة سردية لها خصوصيتها القادرة على تبني هم الإنسان وصراعه، مع واقعه، الذي تشوبه الكثير من القضايا والظواهر المتناقضة، ولا بد للكاتب أن يعتمد نظاما فنيا يقوم على حصر هذه البؤر الدلالية، عبر لغة مكثفة تحول وقائع النص إلى ألغاز لها إيحاءات شعرية، تحقق للنص خصوصية جمالية، وتجعل منه شكلا فنيا مفتوح التأويلات، ويؤدي الانزياح دورا أساسيا في تفاعل تلك الدلالات المتناقضة عبر بنية لغوية منسجمة تخلق من النص "كيانا فنيا موحدا يتكون من مواد أسلوبية، متنوعة تخرج اللغة من كونها مجرد علامات لغوية إلى أسلوب قادر على إحداث لغة شعرية خاصة، تعتمد المفارقة والمقابلات الضدية و(الصمت والجدار) نص متكون من "ستة عشر قصة قصيرة جدا" استمد الكاتب وقائعها من صميم تجربة المجتمع الجزائري، يعالج فيها آلام الناس وآمالهم، مثيراً في ذلك تساؤلات عن مصيرهم في مجتمع مرير يواجهونه بصمت طويل، يدل على حالة تيه واستسلام، إذ يستثمر في ذلك خاصية التقاطب كاشفا عن تلك التناقضات التي يعيش فيها المجتمع، يصورها عبر مغامرة لغوية زاخرة بالتعدد والاختلاف، تجعل من الواقع نقطة انطلاق لتجربة جمالية جديدة، تأتي في صورة مشهدية تحقق الانسجام الذي يتشكل في هيئة معبرة وموحية، تثيرها الكلمات والتراكيب، عبر لغة مشحونة بطاقة دلالية مكثفة.

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)