الجزائر

التفاح وقمة الجبل



التفاح وقمة الجبل
روي أن ولدا بارا بأبوه كان صالحا، وكان يبذل جهده لينال رضا الله، ويكتسب محبة والده. وفي يوم من الأيام أعجبه بره بوالده، واغتر بكثرة إحسانه إليه، وجميل فضله عليه.
فقال لأبيه: إني أريد أن أصنع بك من البر والخير أضعاف ما فعلته بي في صغري من الجميل، والإحسان والله لا تطلب شيئا مهما كان عسيرا إلا يسرته لك، أو بعيدا إلا قربته منك.
وكان الوالد حكيما مجربا، فلم يشأ أن يصدم ابنه في مشاعره أو يجرح إحساسه ووجدانه.
فقال له: يابني لست أشتهي شيئا في هذه الحياة إلا كيلوغراما من التفاح، أسرع الإبن وأحضر له كيسا من التفاح ووضعه بين يديه، وقال خذ منه حاجتك أو خذه كله فإذا فرغت من تناوله أحضرت لك أضعاف أضعافه، فأنا أقدر على كل شيء تطلبه.
وقال الأب: أن في هذا القدر من التفاح كفاية لنفسي، وسد لحاجتي ولكن لا أريد أن آكله هنا، ولا تطيب نفسي إلا بتناوله فوق قمة هذا الجبل، فاحملني إليه يابني إن كنت بارا بي.
فهش الإبن لمطلبه وقال: لك هذا يا أبي ثم وضع التفاح في حجره، وحمله على كتفه وصعد به الجبل حتى وصل إلى أعلاه، وأجلسه في مكان مريح، ووضع التفاح بين يديه وقال له: يا أبتاه خذ حاجتك منه، فإن نفسي طيبة بذلك فجعل الوالد يأخذ التفاح لا ليأكله، ولكن ليرمي به إلى أسفل الجبل، فإذا فرغ منه أمر ابنه أن ينزل فيجمعه له وتكرر ذلك ثلاث مرات، وكلما قذف به الأب، يعيده الإبن، وفي المرة الرابعة نفذ صبر الولد وضاق صدره وأخذ يتمتم مغتاظا، ففطن الأب إلى الغضب في وجهه فروح عن نفسه، وربت على كتفه وقال له: (لا تغضب يابني ففي نفس هذا المكان ومن فوق هذا الجبل كنت ترمي بكرتك فأنزل مسرعا لأعيدها، ما أخذني الملل ولا أجهدني التعب حرصا على إرضائك وأنت صغير).
![if gt IE 6]
![endif]
Tweet
المفضلة
إرسال إلى صديق
المشاهدات: 3
إقرأ أيضا:
* الشخص الذي أعرفه جيداً
* إذا سمحت لي بالرقص
* حبة الخردل في بيت لم يعرف الحزن..
* سحر الكلمات
التعليقات (0)
إظهار/إخفاء التعليقات
إظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات
أضف تعليق
الإسم
البريد الإلكتروني


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)