الزروقية.
تنسب إلى الشّيخ أحمد الزروق الفاسي (ت:899 هـ/1494 م).
وهو فقيه أقام في الجزائر، وبجاية، وقسنطينة، قبل أن ينتقل إلى مصراته بليبيا، حيث كانت وفاتُه، وهو لم يؤسِّسْ طريقةً، وإنّما ترك أفكارا ومؤلّفاتٍ في آداب المريد، ثمّ أسّس أتباعه هذه الطّريقة ونسبوها إلى شيخهم، كما نسبوا إليه أشعارا ومن تلك الأشعار المشار إليها ما جاء في "البستان" لابن مريم (ص:48-49) أنّه قال:
وأُلْهِمْتُ أسرارا وأُعطيتُ حـكمـةً *** وحُزت مقامات العُلـى المستنيـرة
وإن كنتَ في هـمّ، وضيقٍ وكربـةٍ *** وقلبٍ كسيـرٍ، ثمّ سُقمٍ وفاقـة
توجّهْ لقُـرْبٍ، وأسْـرِع بخـطـوة *** فنادِ: أيا زروقُ ءاتِ بسـرعـة
فكم كربةٍ تُجلَى إذا ذُكِـر اسْمُـنا *** وكم ثـمرةٍ تُجْنَى بأفرادِ صحبتِي
مريدي، فلا تخف ولا تخـش ظـالماً *** فإنّك ملحـوظٌ بعيـن العنـايـة
وإنّي للمريـد لا شـكّ حـاضـر *** أشـاهده فـي كلّ حين ولحظـة
وألحظـه ما دام يرعـى مـودّتِـي *** يلازِم حزبِي، ثمّ وردي، وحضرتي
أنـا لمريـدي جامـعٌ لشتـاتـه *** إذا مسّـه جَـوْر الزّمـان بنكبة
وقفت بباب الله وحـدي موحّـدا *** ونوديتُ: يا زروق، ادخُل لحضرتي
وقال لي أنت القطب في الأرض كلّها *** وكلّ عبيـد الله صـاروا رعيّـتِي
وتصرّفت بإذن من له الأمـر كلّـه *** وقرّبنِـي المولـى، وفـزت بنظـرة
وجالت خيولـي في الأرضين كلّها *** فأهل السّمـا والأرض تعرف سطوتِي
وإنّي ولِـيُّ الله، غـوثُ عبـادِه *** وسيـفُ القضـاء للظّالِم المتعـنّـت
أيا سـامعاً قـولِي هذا فحـاذرن *** وسلِّـم لأهـلِ الله فِي كلّ حـالـة
وما قلت هذا القولَ فخراً، وإنّمـا *** أذنْـت بـه؛ لتعلمـوا بِحقيـقَتِـي
ومنهم من ينسب هذه التّائيةَ إلى محمّد بن عيسى المكناسيّ صاحب الطريقة "العيساوية" الآتي ذكره، مع تغيير اسم زروق حيث ورد فيها بابن عيسى.
وقد كان للطّريقة الزروقية في الحقبة الاستعمارية أتباعٌ في قسنطينة، وتلمسان، وبجاية، وقد قُدِّر مريدوها آنذاك وإلى نهاية القرن التّاسع عشر ب 2.7 ألف مريد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/05/2020
مضاف من طرف : soufisafi
صاحب المقال : مُساهمة من طرف خيرالدين
المصدر : essalihine.yoo7.com