الجزائر

التسوّل في المدية .. مهنة من لا مهنة له



التسوّل في المدية .. مهنة من لا مهنة له
تشهد في الأعوام القليلة الماضية الكثير من كبريات مناطق المدية ، بروز و انتشار كبير و مفرط للمتسوّلين بمختلف الأعمار ومن كلا الجنسين ، كما تطورت أساليب و طرق التسوّل لديهم ، و أصبحت أكثر تنظيما، ومن بين هذه الطرق اختيار الكلمات و العبارات التي تجلب الكثير من الرأفة .
ومن هذا المنطلق ونظرا لسمة حب الخير التي يتميز بها المواطن الجزائري ، و بالنظر إلى كثرة ممتهني حرفة التسوّل أصبح المحتاج و المتسوّل الحقيقي هو الخاسر الكبير في هذه المعادلة، بعد أن حوّلها الكثير من المتسولين المزيفين إلى مهنة تدر عليهم أموالا طائلة، قد لا يحصل عليها موظف في شركة أو عامل حر .
وفي جولة قادتنا إلى بلدية القلب الكبير الواقعة شرق مدينة المدية ، و التي تبعد عنها بمسافة 83 كلم ، شدّ انتباهنا أن المنطقة أصبحت الوجهة المفضلة للكثير من المتسوّلين من مختلف الأعمار، وأصبح أمر وجودهم مألوفا يوميا من طلوع الشمس إلى غروبها ، والكل له طريقته الخاصة التي يتفنن فيها قصد استمالة قلوب المواطنين والظفر ببضع دنانير لسدّ رمق عيشه، فهذا يدعي انه مسؤول على عائلة مكوّنة من 10أفراد ، والآخر يحمل بيده وصفة دواء ولا يستطيع شراء الدواء لابنه المعاق ، وأطفال صغار مسحت البراءة من وجوههم ، يدّعون أنهم أيتام بدون أب ، وشيخ التهب رأسه شيبا يتمتم بعبارات فيها الكثير من الغضب على أبنائه الذين رموه إلى عالم التسوّل ، وأم تحمل ابنها الرضيع مفترشة تراب الأرض، رافعة يديها إلى السماء تدعو على زوجها الذي طلقها وتركها عرضة لذئاب الشوارع ، الأمر لا يقتصر على القلب الكبير ، بل يمس جل البلديات الشرقية، فهؤلاء موزعين في أماكن لا تسمح لأحد بالاستيلاء عليها، و كأنها ملكية خاصة .
وعلى صعيد آخر لم يعد أمر وجود هذه الفئة مختصرا على الطرقات وأمام المساجد، بل تعدى ذلك إلى داخل المقاهي ، مسببّين إحراجا للمواطنين ، هذا وقد تكاثر المتسوّلون في الآونة الأخيرة ، بعد أن كان يختصر على فئة معروفة بفقرها لدى عامة الناس ، إذ أصبح الكثير منهم غير معرو، ف ولا تظهر عليه ملامح التسوّل نظرا لحسن هندامهم الشيء الذي أدى بالكثير من المواطنين إلى العزوف عن مدهم بالصدقات ، كما تبين لنا من خلال حديثنا مع بعض المواطنين، أن الكثير من المتسوّلين يملك أموالا طائلة ورؤوس أغنام كثيرة ، و رغم ذلك اتخذوا من المهنة حرفة لهم .
مبارك درار


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)