الجزائر

التركيز على تعليم العربية بشكل صحيح عند الأطفال



احتضنت المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية لولاية قسنطينة "مصطفى نطور" احتفاء باليوم العالمي للغة العربية المصادف ل 18 ديسمبر من كلّ سنة، وفي إطار التظاهرة الفكرية والأدبية "منتدى الكتاب" ندوة ثقافية تحت عنوان "تعليمية اللغة العربية عبر المدراس الجزائرية"، مع تقديم كتاب "المعجم الجامع للإعلام وأصحاب الأقلام" للأستاذ عيسى عمراني.خلال المداخلة التي قدمها المفتش التربوي عيسى عمراني حول تعليمية اللغة العربية في المدراس الوطنية في الوقت الراهن وكيفية تدريس هذه المادة، قال إنّ لغة الضاد تُعدّ من بين أهم اللغات عبر العالم، وتدخل ضمن اللغات الست الأكثر انتشارا واستعمالا عبر دول العالم، مضيفا أن اللغة العربية لم تحظَ بعدُ بحقّها، خاصة مع وجود بعض الفئات التي تحسبها لغة تخلّف.
وحسب الأستاذ عمراني، فإن الطفل يأتي إلى المدرسة وهو يحمل في ذهنه بعض المفردات التي نشأ عليها وتعلّمها في المنزل، مضيفا أن بداية تعلّم اللغة عند الطفل، وفقا لبعض الدراسات، تنطلق مع بداية الرضاعة؛ حيث يبدأ الطفل في نطق أول حرف، وهو حرف الميم، وتكون الأم مصدر هذه المعرفة، معتبرا أن مصطلح لغة الأم يأتي من هذا المنطلق. وحسب مفتش التربية الذي اهتم بمناهج التدريس عند ابن باديس، فإن اللغة العربية هي اللغة الوطنية والرسمية، ولغة المدرسة الجزائرية، وأحد رموز السيادة الوطنية وأساسها الرئيس، مضيفا أن الهدف الأسمى من تعليم اللغة العربية هو تزويد المتعلمين بوسيلة تعبير، وبكفاءة يمكنهم استثمارها في مختلف وضعيات التواصل الشفهي والكتابي.
ويرى منشط الندوة الفكرية أن الغاية من تعليم اللغة العربية عبر المدراس وتحديدا في أولى مراحل الدراسة، هي الوصول بالطفل إلى مرحلة معيّنة، بعد تقديم كمٍّ معيّن من المعرفة اللغوية، التي يتمكن فيها من التعبير عما يدور في ذهنه؛ سواء من خلال التعبير الشفاهي أو الكتابي بشكل سليم، معتبرا أن هذه المرحلة هي عصارة الدراسة اللغوية. صاحب سلسلة "حدّثَنا تلاميذ ابن باديس" تطرّق خلال مداخلته، للتعامل مع الطفل، وقال إنه يجب أن يكون بشكل مدروس، ومختلفا تماما عن التعامل مع الراشد، خاصة أن الطفل، حسبه، يملك ثلاث وسائل من التعبير؛ على غرار الحركة من خلال اللعب، وكذا الرسم، ثم اللغة التي قال عنها تكون فقيرة في هذه المرحلة العمرية.
وأوضح الأستاذ عيسى عمراني أن الطفل في أول اتصال مع المدرسة، يكون يملك حوالي 2600 كلمة، فيها المفردات الصحيحة من الناحية اللغوية، وفيها المفردات المحرفة التي نشأ عليها داخل المنزل وفي محيطه القريب، وأن دور المدرسة في هذه الحالة هو الاهتمام بإصلاح المفردات غير السليمة، ومنح الطفل قواعد سليمة للنطق. كما أكد الأستاذ عيسى عمراني أن السمع أهم عنصر في تعليم النطق وفهم المنطوق، يسمح للطفل بتعلّم المهارات اللغوية، معرّجا في حديثه على المقاربة النصية في تدريس اللغة في المدراس، وضرورة تحسين توظيف المكتسبات القبلية، قبل أن يتطرق لأهمية القراءة في تنمية وترقية المعرفة اللغوية عند الطفل. الندوة الفكرية شملت تقديم توجيهات بيداغوجية وتربوية للأساتذة، قدّمتها الأستاذتان نورة حملاوي ودنيا زاد بوحبيلة، من أجل تقديم مادة علمية في المستوى، قبل أن يفتح النقاش للحضور لطرح المشاكل التي تواجه تلقين وتعليم اللغة العربية بالمدارس؛ على غرار اختلاط المفردات عند الطفل، ودخول اللهجات على اللغة العربية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)