الجزائر

التدخين لدى الأطفال في تنامٍ مستمر بتيزي وزو.. بائعو السجائر يحمّلون الأسرة مسؤولية الظاهرة



التدخين لدى الأطفال في تنامٍ مستمر بتيزي وزو.. بائعو السجائر يحمّلون الأسرة مسؤولية الظاهرة
تعتبر ظاهرة التدخين لدى فئة الأطفال بولاية تيزي وزو من أكثر الآفات الاجتماعية التي تشهد إستفحالا واسعا ومستمرا، وأصبحت خطرا حقيقيا يهدد صحة الطفل وتنشئته، كما يؤثر سلبا على الأسرة والمجتمع·
حاولت ''الجزائر نيوز'' من خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها، أمس، بمدينة تيزي وزو، معرفة أسباب تنامي ظاهرة التدخين لدى فئة الأطفال بالولاية، والتي تعود خصوصا إلى أصحاب أكشاك ومحلات بيع السجائر الذين تعددت آراؤهم في هذا الصدد، إلا أنها تعكس عدم وعيهم بمخاطر ممارستهم، خاصة وأن همّهم الوحيد هو تحقيق الربح السريع ولو على حساب صحة الأطفال، مستغلين في ذلك غياب وعي الأسرة والرقابة القانونية التي جعلت نسبة التدخين لدى فئة الأطفال تتضاعف· كانت محطتنا الأولى أحد المحلات المتواجدة بالشارع الرئيسي عبان رمضان، حيث اقتربنا من مالكها وسألناه إن كان يستقبل زبائن من فئة الأطفال في معاملاته التجارية اليومية، أكد أنه يقوم يوميا ببيع السجائر والتبغ للأطفال المراهقين، حيث قال في هذا الصدد ''الكثير من هؤلاء الأطفال يتحججون بأن السجائر ليست لهم وإنما لوالده أو لأخيه، وعلى الأسرة أن تتحمل عواقب ونتائج ممارسات أبنائها لكونها المسؤولة الوحيدة على تربيتهم''·
وعند تنقلنا إلى أحد أحياء مدينة تيزي وزو المسمى ''لكادي'' حيث يتواجد على مستوى الطريق المؤدي إليه عدة أكشاك لبيع التبغ والكبريت، أكد لنا أغلبية البائعين أنهم يرفضون بيع ''الدخان'' والتبغ لشريحة الأطفال، نظرا للتأثير السلبي الذي يخلفه التدخين على صحة هذه الفئة التي اعتبروها ضحية عدة عوامل اجتماعية كظاهرة التسرب المدرسي في السن المبكرة، بالإضافة إلى المشاكل الأسرية كالطلاق، كما أجمعوا على أن تواجدهم بالقرب من الإكمالية المتواجدة بذات الحي دفعهم وبالتنسيق مع جمعية أولياء التلاميذ إلى اتخاذ قرار صارم يمنع منعا باتا بيع هذه المادة السامة للأطفال خوفا من اتساع نطاقها لاسيما في الوسط المدرسي·
على صعيد آخر ونحن نتنقل في أغلبية أحياء مدينة تيزي وزو، لاحظنا انتشارا غير عادي لطاولات بيع السجائر في كل أزقتها، وهم البائعون الذين رفضوا التحدث إلينا، إلا أن أحدهم صرح ''تواجدي في هذا المكان يعود بالدرجة الأولى إلى آفة البطالة التي أعاني منها، فأنا لا أختار نوع زبائني وغايتي الوحيدة جمع المال للحصول على قوت يومي''· لكن وفي الحديث الذي جمعنا مع مواطن آخر، أكد أن بائعي التبغ والسجائر ساهموا في استفحال ظاهرة التدخين وسط الأطفال والمراهقين من سنة إلى أخرى في ظل غياب الرقابة من طرف السلطات المعنية التي التزمت الصمت إزاء المشكل رغم خطورته، وغياب حملات التحسيس والتوعية في هذا الشأن من طرف الأسرة وكذا من السلطات المعنية·
وقصد التقرب أكثر من الأطفال المدخنين لمعرفة الأسباب الحقيقية التي دفعتهم إلى تناول مثل هذه المادة الفتاكة، توجهنا إلى إحدى الحدائق العمومية المتواجدة على مستوى شارع كراد رشيد، وهو المكان الوحيد المعزول بمدينة تيزي وزو الذي هجرته العائلات بسبب غياب الأمن فيه، ولدى وصولنا إليه وجدنا بعض الشباب المراهقين الذين لا يتجاوز سنهم 15 سنة يدخنون بصفة عادية، وعندما سألناهم عن الأسباب الحقيقية لاستهلاكهم هذه المادة السامة، أكد أحدهم ''منذ أن كنت صغيرا لاحظت والدي يدخن وكان دائما يرسلني لشراء السجائر، الأمر الذي جعلني أحاول تقليده مباشرة بعدما بلغت سن الثانية عشر''، وأضاف آخر ''التدخين تعلّمته مع زملائي ونحن في المدرسة''، في حين أكد البقية أن الأمر الوحيد الذي دفعهم للتدخين واستعمال السجائر هو إحساسهم بالبلوغ وتقليدا للكبار·




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)