التحديات التي تواجه المنظمات غير الحكومية البيئية

أصبح الحديث عن البيئة ومشاكلها يفرض نفسه في الوقت الحاضر مع تزايد هذه المشاكل تعقيدا وتشابكا، الأمر الذي دعا بإلحاح إلى تدخل طرف ثالث إلى جانب الفواعل الدولية الأخرى المعنية بحماية البيئة، ومن هنا برزت المنظمات غير الحكومية البيئية بشقيها الدولي والوطني تناشد بحماية البيئة، وتدعو الدول إلى تطبيق وتنفيذ ما صادقت عليه من معاهدات واتفاقيات. انطلاقا من كل هذا أصبحت المنظمات غير الحكومية تلعب دورا نشيطا على الصعيد الدولي، بكونها تهدف وتسعى في كل مرحلة من مراحل تطورها إلى تحقيق اتصال فعال بين الأفراد والجماعات على المستوى الدولي، كما أصبح النظام الدولي يعتمد المنظمات غير الحكومية كطرف في التنظيمات المؤسساتية الدولية لتأكيد مصداقيتها ولأنها النمط الجدير بالاهتمام وبه يجرى قياس الموقف الشعبي في التجمعات العالمية، ولقد شهدت المنظمات غير الحكومية البيئية اهتماما متزايدا على الصعيد الدولي والوطني منذ ظهورها من خلال ما تحاول القيام به من أهداف مسطرة بغية الوصول إليها وتحقيقها، إلى تبني مواقف تمكنها من فرض وتحديد مكانتها في نطاق عملها لإحداث تغيير في نظرة الإنسان إلى البيئة، حيث تعمل على درء مشاكل البيئة وتبيان انعكاساتها من خلال مساهمتها في نشر الوعي البيئي، وكذا مشاركتها في كفالة وضمان حق الأجيال القادمة في التمتع ببيئة ملائمة وموارد متاحة. لكن على الرغم من جهود المنظمات غير الحكومية في مجال حماية البيئة، إلا أنه ونتيجة لصعوبات لا يمكن لهذه المنظمات القيام بالأدوار المنوطة بها، سواء تعلق الأمر بصعوبات ذاتية تخص المنظمات بصفة مباشرة، أو عقبات بيئية لها علاقة وطيدة بالبيئة في حد ذاتها. وعليه فالإشكالية تكمن في: ما هي أهم الصعوبات والعقبات التي تواجه المنظمات غير الحكومية البيئية؟