الجزائر

"البلوط".. استغلال متعدّد في المورث الشعبي الجزائري



تتعدد استعمالات ثمار "البلوط" في الجزائر، فإلى جانب أنها مصدر رزق للعديد من العائلات، هي أيضا علف للأنعام، وتستعمل كمكون رئيسي في بعض الصناعات التقليدية كصناعة الخشب والطبخ، وهو ما جعلها نجمة شهر ديسمبر، حيث يقبل المواطنون على شرائها لتناولها أو استغلالها في بعض الصناعات التقليدية التي توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل.المطلب الأول للفلاحين
أصبح العديد من الفلاحين من مربي المواشي يعتمدون على ثمار "البلوط" في تسمين ماشيتهم لعدة أسباب لها علاقة مباشرة بالقيمة الغذائية لهذه الثمار التي تزايد الطلب عليها في الآونة الأخيرة بشكل لافت للانتباه، الشيء الذي دفع بالسكان القاطنين بقرى ومشاتى بلدية "أولاد رابح" بجيجل إلى العمل في مجال جمع وبيع ثمار البلوط، والتي أصبحت تشكل إحدى أهم مصادر الدخل بالنسبة لهم في فصل الشتاء وهو موسم جنيها.
وتعد كل من مشتى "تامخرت" و«بوطويل" المتاخمتان للأدغال الغابية موطنا رئيسا لها، إذ تحوز كل منهما على مساحة شاسعة من أشجار الفلين المنتجة لهذه الثمار، والتي تجمع من طرف السكان المحليين لتباع بأثمان تنافسية في المنازل وحتى في الأسواق المحلية للفلاحين لكونها أعلافا حيوانية ذات قيمة غذائية معتبرة، حيث يحضر الفلاحون إلى هناك من مختلف المناطق البعيدة تتعدى حدود الولاية في أغلب الأحيان لأجل الظفر ولو بالقليل من هذه الثمار الموسمية التي كانت في وقت سابق غير مستغلة، لتتحول في الآونة الأخيرة إلى مصدر رزق حقيقي لأغلب العائلات هناك، حيث تضاعف عدد الناشطين في هذا المجال منذ بداية الموسم الجاري، وأصبح العمل في مجال جني ثمار "البلوط" الوجهة الوحيدة المتبقية للسكان الذين انخرطوا للعمل في هذا النشاط المربح لتأمين مصاريفهم اليومية وتأمين قوت عائلاتهم من خلال الاعتماد على عائدات بيع ما تم جمعه من هذه المادة الحيوية، التي تعتبر ثروة حقيقية تزخر بها المنطقة ويزداد الطلب عليها يوما بعد يوم في هذا الفصل بالذات، حيث يفضل الفلاحون الميل لاقتناء هذه الثمار الطبيعية لانخفاض أسعارها مقارنة بباقي الأعلاف الحيوانية الأخرى.
كسكس البلّوط..
كسكس أو طعام البلوط، من الأطباق الجزائرية الريفية التي أخذت في الاندثار خاصة في الآونة الأخيرة، يسميه البعض برويل، حموم، بومغلوث، لمعاش، أو سكسو اوبلوط بالأمازيغية.
يتمّ تحضير هذا النوع من الكسكس عادة بمزج دقيق البلوط مع تيمزين أو ما يعرف بالشعير، ثم يتمّ طهيه بالطريقة المعروفة لطهي الكسكس، والمتداول بكثرة أن طعام البلوط مفيد جدا لأمراض الجهاز الهضمي بحيث يتمّ تقديمه عادة مع العدس أو الفول، كما يعتبر من أقدم وأكثر الأطباق تواجدا في موائد العائلات الجزائرية نظرا إلى مكانته العريقة باعتباره جزء لا يتجزأ من التراث الجزائري.
مهراس البلوط
لا يخلو بيت من بيوت ولاية المسيلة بقراها ومداشرها من مهاريس خشبية بأحجام مختلفة، وتعرف صناعة هذه الأواني الخشبية رواجا كبيرا من طرف السوامع الذين اشتهروا منذ القدم بهذه الحرفة التقليدية رغم صعوبتها، لولعهم الشديد بها وتعلقهم بمهنة الآباء والأجداد.
ويعتبر المهراس الخشبي آنية لا غنى عنها حيث تستعمل لهرس الأعشاب وتحضر به أكلات تقليدية وتؤكل منه مباشرة.
يلجأ الحرفيون عند صناعة المهراس الخشبي، إلى استعمال خشب البلوط الأخضر كونه الوحيد الذي يصلح لهذا الغرض، حيث تبدأ العملية بالبحث عن جذوع أشجار البلوط التي تتوفر فيها الشروط والمقاييس ومن ثم الشروع في حفر الجذر بأدوات خاصة للحصول على المهراس الذي يستغرق في صناعته حوالي أسبوع؛ لأن نوعية الخشب جد صلبة.
ويتحدى صناع هذا المهراس جميع الحرفيين، رغم إقحام التكنولوجيا في صناعته، مما يجعل الحرفيين في منأى عن المنافسة غير الشريفة التي جعلت سعر المهراس يرتفع، حيث قفز، مما يقل عن 2000 دينار إلى 4 آلاف دينار في الوقت الحالي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)