الجزائر

البعض لازال محافظا عليها حتى في الجنائز “قفة الهنا” تستبدل بعلب “الباتيسري” في المناسبات الجزائرية


البعض لازال محافظا عليها حتى في الجنائز              “قفة الهنا” تستبدل بعلب “الباتيسري” في المناسبات الجزائرية
تحافظ الكثير من العائلات الجزائرية على عادات وتقاليد قديمة، والمتمثلة في أمور وسلوكيات بسيطة نذكر منها القفة التي يصطحبونها في كل المناسبات على اختلاف محتوياتها، وعلى الرغم من أن الكثيرين استبدلوها بعلب الحلوى والورود إذا تعلق الأمر بالأعراس، إلا أنها ما زالت متداولة، خاصة عند المسنين عادة ما تكون الزيارات المتبادلة بين العائلات الجزائرية مصحوبة بالهدايا المختلفة والمتنوعة حسب طبيعة المناسبة، والعلاقة التي تربط أصحابها، غير أن ما يشترك فيه الكثير من الجزائريين هو اصطحابهم للقفة في أي زيارة وكل مناسبة، الأمر الذي يحمل معاني مرتبطة بعادات قديمة.عادة راسخة تبقي على “البركة”لا تزال الكثير من السيدات الجزائريات تحافظن على عاداتهن فيما يتعلق بـ”الهنا”، وهو زيارة المباركة، حيث إنهم يصطحبون معهم هدية، والتي لا تكون مقنعة بالنسبة لهم، إلا إذا كانت مصحوبة بالقفة التي تحتوي على عدة عناصر يأتي في مقدمتها السكر والقهوة والحلويات.وفي هذا السياق، تقرّبنا من بعض السيدات لنتعرّف على هذه العادة القديمة ومدى صلاحيتها في وقتنا الحالي. وفي حديث نسائي قالت “زهية” عن الموضوع “مهما بلغت القيمة المادية للهدية، فإن “القفة” لا غنى عنها، والهدية التي تقدم لوحدها ما تعمرش العين”. حتى إنها تتشاءم ممّن يحضر لها الهدية خالية من القفة، وبلغت درجة إيمانها بهذه الأمور إلى حد بعيد، حيث إنها في حفل زفاف آخر بنت من بناتها ظنت أن إحضار البعض للهدية فارغة هو ما جعل العديد من المشاكل تحدث في تلك الليلة، كما أنها لا تترك أحدا ممن دخلوا وليمتها يخرج خالي اليدين، وعلى حد قولها يجب أن ترد لهم “العمران”. وفي نفس الإطار، فاجأتنا “زوليخة” التي ما زالت متمسكة بهذه العادة القديمة، وهي تقول إنه من العيب دخول وليمة الفرح دون القفة التي لا تخلو من السكر والسميد والبيض. وللإشارة، فإن هذه السيدة من أصول قبائلية، وبذلك فإن الكثير من العائلات الجزائرية لا زالت تحافظ على هذه العادات القديمة وتعتبرها جزءا من التراث الجزائري العريق الذي يجب أن تحافظ عليه وذلك من منطق أن هذه العادات تحافظ على البركة.دخول الجنازة أيضا بالقفةحتى دخول الجنازات عند الأسر الجزائرية تتطلّب من العائلات التي تقدم العزاء أن لا تدخل  فارغة الأيدي، فالعزاء شأنه شأن العرس يتطلّب تقديم الهنا، والأمر يختلف من منطقة إلى أخرى، ففي منطقة بومرداس على سبيل المثال يقوم المعزون بأخذ اللوازم والمتطلبات الغذائية والمشروبات من أجل مساعدة أصحاب الجنازة في تحضير العشاء أو الغداء، وعن ذلك أخبرتنا السيدة “نجية “ أن الدخول على الميت بأيدي فارغة ليس مستحبا، وهذا الأمر يتعلق بطقوس ومعتقدات قديمة تقول بأن من دخل فارغ اليدين على الميت، فإن ذلك يجلب له المشاكل والشؤم. وتضيف أنه حتى من يمكنه أن يحضر ولو حفنة دقيق فليفعل المهم ألاّ يدخل خالي اليدين. والملاحظ للجنائز الجزائرية، فإن الداخل إليها يحرص على أن يأخذ معه “الزيارة”.علب الحلويات وباقات الزهور تعطي مظهر أرقىمن جهة أخرى، فإن الكثير من العائلات تخلّت عن عادة اصطحاب القفة في المناسبات، واستبدلوها بأمور أخرى، هذا ما حدثتنا عنه السيدة “منال” التي توضح أن تقديم السكر والقهوة أمر بدائي ورجعي لا يحمل أي معنى أو مدلول. أما السيدة “أحلام” وحفاظا على شكلها، فهي تفضل اقتناء علبة حلويات بالإضافة إلى الورود، خاصة في الاحتفالات والمناسبات السعيدة لأن الورود في هذه المناسبات تحمل معاني كبيرة وتعبّر بصفة أحسن بكثير من القفة ومستلزماتها، كما تعتبره مظهرا من مظاهر التطور والتقدم. ومن أجل كل هذه الأسباب تخلت الكثير من الأسر عن هذه العادة القديمة، وعلى حد قول سوسن “القفة“ أصبحت موضة قديمة، ولا يعقل اصطحاب القفة في زمن التكنولوجيات الحديثة. ولعل الورد وعلبة الحلويات هي انعكاس للتطور التكنولوجي على عادات المجتمع الجزائري.قاعات الحفلات قضت على القفةمن بين أهم الأسباب التي جعلت الجزائريين يتخلون عن القفة في الأعراس هو إقامتها في قاعات الحفلات. هذا ما ذهبت إليه الكثيرات على غرار آية التي قالت إنها إذا ذهبت إلى قاعة الحفلات فلا تأخذ معها سوى ثيابها، بل حتى الهدية تقدمها قبل ذلك فما بالك بقفة مليئة بالكثير من الأشياء؟!وفي نفس السياق، فإنه حتى أصحاب الأعراس في القاعات أصبحوا يحبذون فكرة عدم جلب القفة لأنها تجنبهم أعباء نقلها إلى البيت فيما بعد، وهو ما أوضحته السيدة “صليحة”، حيث إن القاعة لا تحتوي على أماكن تضع فيها هذه الأشياء، كما أنها تصعب عملية الترتيب بعد انتهاء العرس.دباري فيروز
اخر وصفاتك من الحلويات يا صليحة
chaib mami - ain tmouchent - الجزائر

21/12/2012 - 52516

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)