الجزائر

البطالة تفتك بشباب العاصمة فيما يطالبون بحلول للمعضلة


البطالة تفتك بشباب العاصمة فيما يطالبون بحلول للمعضلة
تعتبر البطالة من القضايا الشائكة على مستوى التراب الوطني على غرار العاصمة، أين نجد فئة الشباب هي الأكثر تأثرا بالنتائج السلبية الناجمة عن هذه الظاهرة التي استمرت منذ فترة طويلة، نظرا لعدم حصول الآلاف منهم على أي عمل، سيما حاملي الشهادات الجامعية وكذا خريجي المعاهد الذين راحوا ضحايا لآفات اجتماعية خطيرة والتي تمثلت في السرقة والمخدرات وغيرها من السلوكات غير الأخلاقية، التي فرضها عليهم «التشومير» مثلما قال شباب بعض بلديات العاصمة.
طالبوا بفك الإبهام عن 100 محل مهني
«السلام» زارت معظم بلديات العاصمة، ووقفت على واقع الظروف التي يعيشها المواطنون في كل من بلدية جسر قسنطينة، السحاولة والحراش، ورصدت أهم المشاكل التي يكابدها السكان منها البطالة التي ازدادت خاصة بعد طرد التجار الفوضويين الذين أملوا في إيجاد حلول بديلة تتمثل في إنشاء أسواق جوارية لمباشرة نشاطهم التجاري، فيما طالب شباب آخرون بحصتهم في الاستفادة من محلات الرئيس، هذه الأخيرة التي تهاونت عن إنشائها العديد من البلديات، حسب ما أكده المتحدثون، مضيفين أن إهمال رؤساء الهيئات المحلية السابقة لمشروع 100 محل مهني ساعد على تفشي ظاهرة البطالة بشكل رهيب فيما خلق هذا التأخر أو اللامبالاة أزمة حادة لدى الشباب الذين كان حلمهم الاستفادة من محل لمباشرة نشاطهم التجاري، معتبرين أن هذا المشروع يعتبر مصدرا لاسترزاقهم، في حين طالب المتضررون من السلطات المحلية، إيجاد حلول عاجلة بغية إنقاذهم من شبح البطالة، موضحين أن الظروف الصعبة الراهنة قد تؤدي إلى حدوث كوارث كبيرة يتجرع مخاطرها وهمومها شباب المستقبل.
وهو الأمر الذي أخطر عليه سكان بلدية سيدي موسى، الذين أكدوا ل«السلام» على انه بالرغم من انتهاء الأشغال الخاصة ب100 محل الذي تم توزيعها خلال العهدة السابقة على المستفيدين، إلا أن عملية الاستيلام لم تتحقق بعد، هذا وأبدى هؤلاء المستفيدين استغرابهم لما هو واقع بمحلات الرئيس، التي مازالت مغلقة لحد كتابة هذه الأسطر، وهي متواجدة على حافة الطريق بالمنطقة، كما أضاف ذات المستفيدون أن هذا المشروح أصبح وكرا لذوي السلوكات المنحطة.
.. والأسواق الجوارية في السحاولة وعين النعجة هم المواطن
من جهة أخرى أعرب سكان السحاولة، عن امتعاضهم من تجاهل السلطات المحلية لما يحصل بالأسواق التي تشكو الفوضى والإهمال، حيث قالوا في حديثهم ل«السلام» أنهم يمقتون بما أسموه ب«سياسة التقشف» من اجل توسعة السوق البلدي الذي يعتبر حيزا ضيقا لا يمكن التحرك فيه، نظرا لحجمه الصغير جاء هذا حسب ما أفاد به شباب المنطقة الذين يتساءلون عن سبب عدم إتاحة محلات للبطالين من أجل ممارسة مختلف النشاطات التجارية بها، خاصة للتجار الفوضويين الذين مسهم قرار الطرد، موضحين أن 100محل الذي أمر بها الرئيس، لم تظهر لحد الساعة فيما يبقى أملهم في حصولهم على مناصب عمل قائما من أجل بناء مستقبلهم في أمان، وهو نفس الإشكال الذي طرحه سكان بلدية جسر قسنطينة، متسائلين عن محلات الرئيس التي سبق وان صرح عز الدين بوڤرة، رئيس الهيئة المحلية لذات البلدية أن نسبة الأشغال بها بلغت 99 بالمئة.
قلّة النقل وانعدام مرافق الترفيه ينبئان بانفجار الوضع في السحاولة
في ظلّ معضلة النقل التي تعرف نقصا فادحا عبر الخط الربط بين السحاولة وبئر خادم، ما زاد من تذمر المسافرين الذين ينتظرون الحافلات لساعات طويلة فيضيعون مشاغلهم التي يفوت وقتها المحدد مثلما سرده لنا المتضررون، إلى جانب العزلة، البطالة وكذا نقص التوعية، معتبرين هذه المشاكل بالثالوث الذي بات علامة مسجلة وقانونا شرعه منتخبوهم المحليون وحفظه السكان -على حد تعبيرهم-.
والملفت للانتباه أنّ البلدية هذه -حسب شهادة نزلائها- تعيش في عزلة تامة، فنقص وسائل النقل وكذا البطالة ثالوث فرض وجوده بالمنطقة متهمين السلطات بعدم اهتمامها بانشغالات المواطنين، حيث لم توفر لهم النقل الذي اعتبروه عاملا مساعدا لإخراجهم من العزلة طمعا في التنقل إلى البلديات الأخرى، بحثا عن عمل يومي ينسيهم شقاء الحياة الذي أصبح لا يحتمل، أين بات الكثير من الشباب وأرباب الأسر لا يفكرون في البقاء ولو للحظة بها، وما زاد من تدهور الوضع هو عدم توفر المنطقة على أبسط الأماكن الخاصة بالترفيه والراحة كالحدائق وغيرها، أين لا يجد الشباب مكانا يقضون فيه أوقات فراغهم، الأمر الذي ولّد لدى الكثير منهم الملل وفقد الأمل في المنتخبين الذين -حسب ما أكده محدثونا- «أن غاية المسؤولين هي خدمة مصالحهم الشخصية لا مطالب المواطنين»، قائلين في ذات الصدد أنهم أصيبوا بمشاكل نفسية نتيجة انهماكهم في التفكير في مستقبلهم الذي يئسوا من إيجاد حلول قد تخرجهم من الجحيم الذي يعيشونه قبل ضياعهم.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)