الجزائر

البطاطا لمن استطاع إليها سبيلا



البطاطا لمن استطاع إليها سبيلا
عقدت الحكومة الأردنية، في 82 فيفري الماضي، اجتماعا طارئا لمناقشة أزمة البطاطا في المملكة الهاشمية، مثلما فعلت الحكومة الجزائرية قبل خمس سنوات، ويتكرر ذلك عندنا كل سنة واجتمع وزراء من حكومة أويحيى مجددا قبل أسابيع قليلة لمناقشة أزمة البطاطا، لكن لم يجدوا لها حلا ''لحسن حظهم''، لأنها ستلهي المستهلكين عن باقي انشغالاتهم، وتلهي الصحافيين، مثلنا، والمتنافسين السياسيين هذه الأيام حول المناصب البرلمانية عن البلاوي الأخطر ويغرقون كما هم عليه في خطاباتهم في التنظير لحل أزمة البطاطا.
الفرق بين اجتماع الحكومتين، هو أن الأردنية اجتمعت لإيجاد حل لمشكل فائض منتوج البطاطا الذي جعل سعرها ينخفض إلى أدنى المستويات في الأسواق. ولقد لاحظت وزارة الفلاحة الأردنية، التي يشرف عليها مهندس زراعي، أن الأحوال الجوية والتساقطات المطرية ساهمت في مضاعفة حجم إنتاج البطاطا عندهم. وقدرت أن الحل يكمن في تنظيم السوق. وفعلت الحكومة الأردنية، ولم تتحول البطاطا عندهم إلى قضية سياسية.
في الجزائر، سقطت الأمطار بما فيه الكفاية وامتلأت السدود كما لم يحدث منذ الاستقلال، على حد تعبير الوزير عبد المالك سلال. واستفاد الفلاحون من الدعم اللازم من بذور وأسمدة وقروض ليغرسوا البطاطا، لكن الأزمة تكررت وقفزت الأسعار وبسرعة إلى مستوى لا يمكن أن يصله حتى سيرغاي بوبكا بزانته. أين الخلل؟ هل الفلاحون الأردنيون ووزيرهم آل خطاب، أذكى من فلاحينا ووزيرنا ؟ أم أن التراب الجزائري يتآمر هو الآخر مع ''الأيادي الأجنبية'' ضد حكومة البلاد ليزيد من متاعبها؟ لماذا عجز بن عيسى وبن بادة وأويحيى وعليوي عن إيجاد حل، ولم يوجه الرئيس بوتفليقة خطابا ل''البطاطا'' لتلعن الشيطان وترأف بالمستهلكين؟
يجمع الفلاحون المختصون في زراعة البطاطا أنها متوفرة بالقدر الكافي، لكن ''تحت الأرض''، ليس في معسكر وعين الدفلى ومستغانم وغيرها فحسب، حيث أن مناطق مثل وادي سوف وبسكرة التي جرب فلاحوها هذه الزراعة وأغرقوا السوق الوطنية بها وانخفضت أسعارها، يبررون تخليهم عن زراعتها بعدم توفر اليد العاملة لاقتلاعها. تماما مثلما حصل مع الزيتون في موسم الجني الأخير الذي بقي معلقا في الأشجار لعدم وجود من يجنيه.
من المسؤول عن هذا الوضع؟ الفلاح الذي لا يحسن البرمجة؟.. ''مافيا'' السوق التي تتلاعب بالملايير؟ أم الحكومة ووزراؤها الذين طالت إقامتهم في مناصبهم وتركوا البطاطا تفضحهم؟
في الجزائر تكاد البطاطا تتحول إلى ''أزمة أمن قومي''، مثلما هدد السكر والزيت أمن البلاد في جانفي 2102، لأن فيها مسيّرين بارعين يتسابقون للوصول إلى المناصب، وفق المقاييس المعروفة عندنا، ثم ينتقمون من الجزائريين بحرمانهم حتى من البطاطا.
Lahcenebr@yahoo.fr




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)