الجزائر

البزنسة الثقافية والفنية عطلت عجلة المسرح والسينما


البزنسة الثقافية والفنية عطلت عجلة المسرح والسينما
رشيد معامرية أو البرادعي كما عرفه الجمهور الجزائري واحد من أبرز الممثلين المسرحيين في الجزائر إلا أنه معروف أكثر من خلال دوره التلفزيوني في سلسلة عيسى سطوري. التقته الشروق اليومي على هامش مهرجان المسرح الأمازيغي بباتنة، فكان الحوار التالي:يعرفك جمهور الفن الرابع من خلال مشاركاتك الكثيرة على مختلف المسارح ..من أين بدأ المسار؟ البداية كانت ككل الفنانين في الجزائر تقريبا،حيث كانت المنافسة بين المدارس الابتدائية بمسقط رأسي بمدينة باتنة، فكانت بوابة مارست فيها موهبتي في التمثيل الهاوي، أما البداية الحقيقية فكانت أيام تأسيس أول فرقة مسرحية والتي كانت رباعية فقط تضم إلى جانبي كل من الممثل حسين بلغماز والممثلة عائشة بوعرعارة والممثل سليم فروج وقد كنا النواة الأولى للمسرح الجهوي الحديث التأسيس آنذاك ويعود الفضل لإنشاء تلك الفرقة إلى المسرحي الأستاذ القدير شعيب بوزيد، وقد قدمنا عدة مسرحيات على غرار مسرحية الصراع ومسرحية الحمامة التي كانت موجهة للأطفال، ولأنتقل بعدها إلى العمل والنشاط بالمسرح الجهوي لمدينة بجاية مع المرحوم عبد المالك بوقرموح، وقد تلتها تونس كتجربة مختلفة عملت فيها لمدة أربع سنوات قبل أن أرجع لأرض الوطن وأعاود العمل مع مسرح بجاية الذي لازلت به لحد الآن. عرفك الجمهور أكثر من خلال مسلسل "عيسى سطوري" لمحطة قسنطينة الجهوية في دور البرادعي، فهل لك أن تحدثنا عن تلك المحطة الاستثنائية في حياتك الفنية؟التلفزيون لم يكن أبدا من طموحاتي ولكن لمّا تم الاتصال بي من محطة قسنطينة الجهوية لم أرفض طلبهم، فكانت أول مشاركة لي هي مسلسليْ "سيدي راشد" و"صحاب الربطة "على التوالي، وللإشارة فهذا الأخير هو أساس مسلسل عيسى سطوري فيما بعد ويجب أن أذكر أن مسلسل "أصحاب الربطة" قدم أسماء استمر لمعانها بعد ذلك في عدة أعمال بارزة من أمثال حكيم دكار ومراد مساحل، أما عن سلسلة عيسى سطوري فلابد أن أذكر بأنه كان في بدايته مبني على الارتجال وحرية في التعبير الإبداعي التي منحنا إياها المخرج حميد قوري، وقد لاقى العمل نجاحا استثنائيا لدرجة أننا في الجزء الثالث من السلسلة كنا نُحضر الحلقة سويعات قليلة قبيل بثها على القناة الوطنية في فترة الذروة من سهرات رمضان في ظل منافسة بين فرق محطات قناة التلفزة الوطنية الوحيدة آنذاك. ما سرّ نجاح شخصية البرادعي بالذات؟في المجمل لابد أن أذكر هنا بأنه لكل ممثل دور مرتبط أكثر من غيره بشخصيته الفنية فمصطفى هيمون مثلا قدم عدة أعمال ولكن شخصية غير هاك طغت على باقي أعماله، وذات الشيء لفنانين آخرين في الجزائر وحتى خارجها. أضف إلى ذلك أن الشخصية قدمتُ من خلالها ذلك الشخص الاجتماعي الشعبي في أبسط صوره، فكان ذاك القبول لدى المشاهد، وليكون البرادعي استثناء في مسيرتي الفنية. كيف تقرأ واقع الفن والفنان اليوم؟أنا لا أريد هنا أن أنقص مما يُقدم اليوم ولكن لابد من الإشارة إلى أنه وقبل سنوات كانت الأعمال الفنية ذات صدى أكبر وأطول، فلازالت مسرحيات قُدمت منذ سنوات عدة حاضرة بيننا ويتذكرها الجميع على شاكلة "الشهداء يعودون هذا الأسبوع " و"عالم البعوش" و"قالوا العرب قالوا" وغيرها، هذا في المسرح وفي السينما هناك رائعة عمار العسكري "دورية نحو الشرق" والفيلم الأسطورة "الأفيون والعصا" إلى غير ذلك، أما الآن فعلى الرغم من وفرة المنتوج الفني، فلا أحد منها استطاع الوصول إلى مرتبة من مراتب ما ذكرت من أفلام ومسرحيات خالدة، وفي رأيي السبب يتحمله منتجو ومقدمو هذه الأعمال الذين صار الكم يهمهم أكثر من الكيف، وهو ما قضى على الناحية الفنية للعمل المسرحي أو السينمائي تاركا المجال للجانب التجاري منها وفقط.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)