الجزائر

البرّاح حلّ لتجار الملابس عبر محلات العاصمة



بسبب تأثير التقشف وتراجع المبيعات
البرّاح حلّ لتجار الملابس عبر محلات العاصمة
يبدو أن الأزمة الاقتصادية التي تضرب بالبلاد أثرت على جميع الجوانب ومجالات الحياة ووصلت سلبياتها الى تدني مستوى رواج السلع وتدهور الميدان التجاري بحيث وجد تجار الملابس انفسهم أمام أكوام من الملابس والأحذية التي بقيت مكدسة عبر واجهات محلاتهم دون اقبال المشترين عليها الأمر الذي ادى بهم الى الاستعانة ب البراحين الذين ألفناهم أكثر عبر طاولات البيع الفوضوي وأحيانا عبر محطاات النقل الخاص إلا أن الظاهرة انتقلت الى اصحاب المحلات لترويج سلعهم بنزول البراح الى الرصيف والاقتراب من العابرين للتشهير بالسلعة وأسعارها التنافسية.
نسيمة خباجة
انتشرت تلك الظاهرة بالشوارع الكبرى عبر الجزائر العاصمة على غرار شارع حسيبة بن بوعلي وديدوش مراد والعربي بن مهيدي بحيث أضحينا نشاهد امام كل محل شخص أوكلت له مهمة التشهير بالسلعة وذكر ثمنها وخصائصها وجودتها على العابرين لشدّ انتباههم والدخول الى المحل لتفقد السلعة وبيعها وهؤلاء البراحين عادة ما ينادون بأعلى صوتهم ويخاطبون المارين وتحول الأمر الى حرفة يمتهنونها وبعد أن شاعت الظاهرة اكثر بين بائعي العطور الغربية والشرقية المركزة انتقلت الظاهرة الى بائعي الملابس والأحدية.
حل للظفر بالزبائن
وجد أصحاب المحلات الحل في جلب أشخاص وتكليفهم بمهمة التبراح امام المحل عن سعر السلعة مهما كان نوعها فالمهم هو جلب الزبون الى المحل بغرض بيع السلع والتخلص من تكدسها وتكبد الخسارة وهو ما وقفنا عليه على مستوى محل بشارع حسيبة بن بوعلي تلك الناحية التي تشهد حركية واسعة بحيث اختص المحل في بيع للملابس النسوية وراح أحد الشبان يشهر بأثمان السلعة وكان أغلب العابرين يدخلون الى المحل وارتسمت على وجهه السعادة تقدمنا منه فقال إنه شريك بالمحل ونقص الزبائن في الآونة الأخيرة أرغمه الى الخروج الى الرصيف من اجل جذب الزبائن وعن الاستجابة قال إنه بالفعل وكما ترون _يقول- يدخل الزبائن بمجرد المناداة عليهم عن طريق تبيين ثمن السلعة وانواعها وجودتها ومنبعها واضاف ان اغلب سلعهم هي أوروبية الصنع وجيدة مما أدى الى قدوم الزبائن دون اي تردد وقال إنه لا بديل عن ذلك في ظل التقشف والأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد والتي اثرت كثيرا على ميدان التجارة.
البراح بديل عن القصاصات
يبدو أن البراح غيّب القصاصات التي كنا نشاهدها في واجهات المحلات عبر الشوارع وأضحى التجار في غير حاجة اليها بعد تسخير البراحين امام المحلات وهو ما اوضحه تاجر ملابس بشارع العربي بن مهيدي بالعاصمة اذ قال إن القصاصات لم تعد تجدب الزبائن الأمر الذي دفعهم الى الاهتداء بالبراحين أمام محلاتهم قصد ترويج السلع ورأى أنها تحولت الى حل ينتهجه الكثير من التجار بغرض ترويج السلع في ظل التراجع الكبير للمبيعات وفي ظل التقشف الذي تعيشه البلاد وزحفه الى المواطنين الذين عزفوا عن شراء الألبسة خوفا من التبذير وتأثيره سلبا على ميزانيتهم الأمر الذي اثر على التجار وقال إن البراح عادة ما يجذب اهتمام العابرين فيسارعون الى الدخول الى محله من اجل تفقد السلعة ورأى ان هناك تحسن عن سابق الأيام بحيث روّج كمية من السلع بتلك الطريقة.
رأي المواطن في البرّاح
على الرغم من أن ظاهرة البراح تحمل إيجابيات إلا أنها لا تخلو من السلبيات على -حد تعبير- بعض المواطنين الذين اقتربنا منهم والذين رأوا ان هؤلاء ضاعفوا من الفوضى عبر الأرصفة والشوارع الى حد الاصطدام في كم من مرّة بالعابرين وهو ما أوضحته السيدة زينب قائلة انها لا تحبذ تلك الظاهرة الجديدة التي انتشرت بشكل ملفت للانتباه بحيث يلح هؤلاء على العابرين بالدخول الى المحل وعادة ما يصطدمون بالمارين مما يزيد من الفوضى فبعد الوقوف على ظاهرة اصطفاف السلع امام المحلات هاهي ظاهرة البراح تعود بقوة وتزعج المواطنين.
السيد عادل كان رأيه مخالف وقال إن البراح له مزايا ايجابية بتعريف الزبون بالسلعة والمناداة عليه خاصة وإن سها الزبون ولم يول الاهتمام الى التخفيضات أو عمليات الصولد فالبراح يثير انتباهه من حيث تنوع السلع واسعارها كما ان الظاهرة هي وليدة التقشف وتراجع المبيعات ورأى أن لا بأس في اعتماد ذلك الأسلوب في ترويج السلع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)