الجزائر

البردة الشريفة



البردة

بانَتْ سُــعادُ فقَلْبِي اليــومَ مَتْبُولُ *** مُتَيَّـمٌ إثْرَهــا لَم يُفْـدَ مَكْبـولُ


وما سعادُ غَــدَاةَ البَيْنِ إذ رَحَلُــوا *** إلا أَغَنُّ غَضِيـضُ الطَّرْفِ مَكْحـولُ


هيفــاءُ مُقْبِلَـــةً عَجْزَاءُ مُـدْبِرَةً *** لا يُشْـتَكَى قِصَرٌ مِنهـا ولا طـولُ


تَجْلو عَوَارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتَسَـمَتْ*** كأنَّـهُ مُنْهَــلٌ بالرَّاحِ مَعلُــولُ


شُجَّتْ بِــذِي شَبمٍ مِن مــاءِ مَعْنِيَةٍ *** صافٍ بـأَبْطَحَ أَضْحى وَهْوَ مَشمُولُ


تَنْفِي الرِّيَــاحُ القَــذَى عَنهُ وأَفْرَطُهُ *** مِن صَوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعَـاليـلُ


أَكْــرِمْ بها خُلَّةً لـو أَنَّهَــا صَدَقَتْ *** مَوعودَهـا أَو لَو انَّ النُّصْحَ مَقبولُ


لكنَّهَـــا خُلَّةٌ قَد سِيطَ مِن دَمِهَــا *** فَجْـعٌ وَوَلْـعٌ وإخلافٌ وتَبديـلُ


فما تدومُ على حـالٍ تكونُ بِهـــا *** كَمـا تَلَوَّنُ في أثـوابِهـا الغـولُ


ولا تَمَسَّـكُ بالعَهدِ الــذي زَعَمَتْ *** إلا كَما يُمسِـكُ المـاءَ الغَرابيـلُ


فلا يَغُرَّنْكَ مـــا مَنَّتْ وَما وَعَدَتْ *** إنَّ الأَمـانِيَّ والأحـلامَ تَضليـلُ


كــانَت مَواعيـدُ عُرْقوبٍ لها مَثَلا *** ومـا مَواعيدُهـا إلا الأَبـاطيـلُ


أرجو وآمُــلُ أنْ تَدنو مَوَدَّتُهــا *** وما اخَـالُ لدينـا مِنكِ تَنويــلُ


أمسَتْ سُــعادُ بأرضٍ لا يُبَلِّغُهــا *** إلا العِتـاقُ النَّجِيباتُ المَـرَاسـيلُ


ولَنْ يُبَلِّغَهَـــا إلا غُـــذَافِرَةٌ *** لها على الأيـنِ اِرْقـالٌ وتَـبْغيـلُ


مِن كُـلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ*** عُرْضَتُهَا طامِسُ الأعـلامِ مَجهـولُ


تَرمِي الغُيُـــوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ *** إذا تَـوَقَّـدَتِ الحَـزَّازُ والمِيــلُ


ضَخْمٌ مُقَلَّدُهـــا فَعْمٌ مُقَيَّدُهــا *** في خَلْقِها عَن بَناتِ الفَحْلِ تَفْضِيـلُ


غَلْبـاءُ وَجْنـاءُ عَلْكــومٌ مُذَكَّرَةٌ *** في دَفِّـهَا سَـعَـةٌ قُدَّامَـهَا مِيـلُ


وجِلْدُهــا مِن أُطُومٍ لا يُؤَيِّسُــهُ *** طَلْـحٌ بضـاحِيَـةِ المَتْنَيْنِ مَهْـزولُ


حَرْفٌ أَخُوهـا أَبُوهــا مِن مُهَجَّنَةٍ*** وعَمُّـهَا خالُـهَا قَوْدَاءُ شِـمْلِيـلُ


يَمشِي القُرَادُ عليهـــا ثُمَّ يُزْلِقُـهُ *** مِنهـا لِبَـانٌ وأَقْـرَابٌ زَهَـالِيـلُ


عَيْرَانَـةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْـضِ عن عُرُضٍ *** مِرْفَقُهَـا عَن بَنَـاتِ الزُّورِ مَفْتُـولُ


كـأنمـا فـاتَ عَيْنَيْهـا ومَذْبَحَهـا *** مِنْ خَطْمِهَـا ومِنَ اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيـلُ


تَمُرُّ مِثلَ عَسِـيبِ النَّخلِ ذَا خُصَـلٍ *** في غَـارِزٍ لَم تُخَـوِّنْـهُ الأَحاليـلُ


قَنْـوَاءُ في حَرَّتَيْهَــا للبَصِيرِ بِهــا *** عَتَقٌ مُبِينٌ وفي الخَــدَّيْنِ تَسْـهِيلُ


تُخْدِي على بَسَــرَاتٍ وَهِيَ لاحِقَـةٌ *** ذَوَابِـلٌ مَسُّـهُنَّ الأرضَ تَحْلِيـلُ


سُمْرُ العَجَاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيَمَــا *** لَم يَقِهِـنَّ رُؤوسَ الأَكْـمِ تَنْعِيـلُ


كَــأَنَّ أَوْبَ ذِرَاعَيْهــا إذا عَرِقَتْ *** وقَــدْ تَلَفَّعَ بالكُـورِ العَسَاقِيـلُ


يَومَــاً يَظَلُّ بِهِ الحِرْبَــاءُ مُصْطَخِدَاً *** كَــأَنَّ ضَاحِيَهُ بالشمسِ مَمْلُـولُ


وقالَ للقَوْمِ حَـادِيهِم وَقَــدْ جَعَلَتْ *** وُرْقَ الجَنَادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا


شَدَّ النَّهَــار ذِرَاعَــا عَيْطَلٍ نَصِفٍ *** قامَتْ فَجَاوَبَـهَـا نُكْدٌ مَثَاكِيــلُ


نَوَّاحَةٌ رِخْوَةُ الضَّبْعَيْـنِ ليـس لهــا *** لَمَّا نَعَى بِكْرَهَـا النَّاعُونَ مَعْقُــولُ


تَفْرِي اللُّبَانَ بِكَفَّيْهـــا ومَدْرَعُهـا *** مُشَـقَّقٌ عَن تَرَاقِيهـا رَعَـابِيــلُ


تَسعَى الوُشَـاةُ جَنَـابَيْهَا وقَوْلُهُــمُ *** اِنَّكَ يـا ابنَ أبي سُـلْمَى لَمَقْتُـولُ


وقالَ كُــلُّ خَلِيـلٍ كُنْتُ آمُلُــهُ *** لا أُلْهِيَنَّـكَ إني عنــك مَشـغُولُ


فقُلتُ خَلُّـوا سَـبيلِي لا أبا لَكُــم *** فَكُـلُّ ما قَـدَّرَ الرَّحمَنُ مَفعُــولُ


كُلُّ ابْنِ أُنْثَى واِنْ طالَتْ سَـــلامَتُهُ *** يومـاً على آلَـةٍ حَدْبَاءَ مَحمُـولُ


أُنْبِئْتُ أَنَّ رسُـــولَ اللهِ أَوْعَـدَنِي *** والعَفْوُ عندَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُــولُ


وقَدْ أَتَيْـتُ رَسُــولَ اللهِ مُعْتَـذِرَا ً*** والعُذْرُ عندَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبُــولُ


مَهْلا هَدَاكَ الذي أَعْطَـاكَ نَافِلَةَ ال ـ*** قُرْآنِ فيهـا مَوَاعِيـظٌ وتَفْصِيـلُ


لا تَأْخُذَنِّي بـأَقْوالِ الوُشَــاةِ ولَمْ *** أذْنِبْ وقَد كَثُرَت فِيَّ الأَقـاوِيـلُ


لَقَد أَقُومُ مَقَامَـاً لَو يَقُــومُ بِــه ِ*** أرى وأَسـمَعُ ما لَم يَسـمَعِ الفِيلُ


لَظَـلَّ يَرْعُدُ إلا أَنْ يَكــونَ لَــهُ *** مِنَ الرَّسُـولِ بـإذنِ اللهِ تَنْوِيــلُ


حَتَّى وَضَعْتُ يَمَيني لا أُنـــازِعْـهُ *** في كَفِّ ذِي نَغَمَـاتٍ قِيلُهُ القِيـلُ


لَــذَاكَ أَهْيَبُ عِندي إذ أُكَـلِّمُـهُ *** وقِيـلَ اِنَّكَ مَنْسُـوبٌ وَمَسـؤُولُ


مِن خادِرٍ مِن لُيُوثِ الاسْدِ مَسْــكَنُهُ *** مِنْ بَطْن عَثَّـرَ غِيـلٌ دُونَهُ غِيـلُ


يَغْدُو فَيُلْحِمُ ضِرْغامَيْنِ عَيْشُـهُمَــا *** لَحْمٌ مِنَ القَـومِ مَعـفُورٌ خَرَاديـلُ


إذا يُســـاوِرُ قِرْنَاً لا يَحِلُّ لَــهُ *** أَنْ يَتْرُكَ القِـرْنَ إلا وَهْـوَ مَغلُـولُ


مِنهُ تَظَلُّ سِــبَاعُ الجَوِّ ضــامِرَةً *** ولا تَمَشَّـى بِوَادِيــهِ الأرَاجِيـلُ


ولا يَـزَالُ بِـوَادِيهِ أخُــو ثِـقَةٍ *** مُطَرَّحَ البَزِّ والدَّرْسَــانِ مَأكُـولُ


إنَّ الرَّسُولُ لَسَيْفٌ يُسْتَضَــاءُ بِهِ *** مُهَنَّـدٌ مِن سُيوفِ اللهِ مَسْــلُولُ


في فِتْيَةٍ مِن قُرَيْـشٍ قالَ قـائِلُهُـم *** بِبَطْنِ مَكَّــةَ لمَّـا أَسـلَمُوا زُولُوا


زالُوا فما زالَ أَنْكَاسٌ ولا كُشُــفٌ *** عِنـدَ اللقـاءِ ولا مِيـلٌ مَعَازِيـلُ


شُمُّ العَرَانِينِ أَبْطَــالٌ لَبُوسُــهُمُ *** مِن نَسْجِ دَاوُدَ فِي الهَيْجا سَرَابِيـلُ


بِيضٌ سَوَابِغُ قَد شُكَّتْ لَهَا حَلَــقٌ *** كأنَّهـا حَلَقُ القَفْعــاءِ مَجدُولُ


يَمشُونَ مَشْيَ الجِمَالِ الزُّهْرِ يَعصِمُهُم*** ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّـودُ التَّنابِيـلُ


لا يَفرَحُونَ إذا نـالَتْ رِمـاحُهُـم *** قَوْمَـاً ولَيسـوا مَجَازِيعَاً إذا نِيلُوا


لا يَقَـعُ الطَّعْنُ إلا في نُحُورِهِــمُ *** وما لَهُم عن حِيَاضِ المَوتِ تَهلِيـلُ
 



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)