الانتحار في الجزائر

بالرغم من الدراسات الأكاديمية العديدة، بقي موضوع الانتحار أو الموت الإرادي في الجزائر طابو وموضوعا محظورا اجتماعيا، ثقافيا، دينيا وسياسيا، في حين أننا نجد مواضيع أخرى مثل الإدمان والانحراف قد فقدت من السرية والتستر اللذان كانا ولزمن قريب يشكلان الغشاء الواقي لها والذي يمنعها من الاختراق العلمي من طرف الباحثين، إلا أن بقاء ظاهرة الانتحار ضمن هذا الغشاء منع عن الدارسين له تفكيك الظاهرة وقراءتها سيكولوجيا، سوسيولوجيا، تربويا، أو في أطرها العلمية المتعددة، وما توحي به هذه المقاومة من طرف عائلة المحاول للانتحار/المنتحر والمجتمع المقرب له، يدفعنا إلى ضرورة تخطي هذا الحاجز، واجتناب التعامل مع الظاهرة كونها أمرا عائليا أو شخصيا أو في بعض الحالات حادثا عرضيا، والتهرب من مناقشة الأمر أو الحديث عنه باعتبارها شكل من أشكال الإجرام ضد الذات أو الانحراف المتطرف.