الجزائر

الافتتاحية : المسؤولية الأخلاقية في أرواح الطلبة


تتجه قضية تسرب الغاز المؤدي إلى انفجار مطعم الحي الجامعي بختي عبد المجيد بتلمسان بأصابع الاتهام نحو «محلية» المسؤولية، وبصرف النظر عن هذا فإن المسؤولية الأخلاقية لا تختلف في ثقلها عن المسؤولية الجنائية عندما يتعلق الأمر بسقوط أرواح .. إنهم طلبة في عمر الزهور من أنجب ما مدّتنا به المدرسة الجزائرية التي ظلت متهمة بتخريج الإرهابيين، وعندما خرّجت لنا النجباء، جمعانهم في أقدم حي جامعي وأشعلنا النار فحدثت الكارثة..
واليوم .. المطلوب أن تتحمل الحكومة عموما ووزارة التعليم العالي خصوصا مسؤوليتها الأخلاقية عن الحادث، فلا يمكن أن يموت النجباء هكذا وكأن الأمر يتعلق بحادث سير عادي.
وزير الداخلية قال للطلبة في تلمسان وهو مشكورا: حاسبونا على ما نفعله أما الموت فهو الشيء الوحيد الذي لا نستطيع منعه.. كلام منطقي خصوصا أن الوزير فقد لذة الراحة والنوم منذ أحداث الخامس جانفي 2011، ويتردد أن الرجل لا يستريح إلا ساعات قليلة فقط لأن مشاكل البلد أصبحت أكبر من كل الحلول القائمة، ولو تحمل كل وزير مسؤوليته الأخلاقية في المصائب فإن أول قرار يتخذه الاستقالة من منصبه، ألم يستقل وزير الطاقة البريطاني كريس هيون في فيفري من السنة الجارية بعد توجيه تهم جنائية له بالتهرب من تحمل مخالفة قيادة لسيارته بسرعة، وتضليل العدالة بواسطة زوجته؟ هل كان أي وزير في الحكومة الحالية ليستقيل إن هو شعل بالمسؤولية الأخلاقية عن حادث ما؟
هذا لم ولن يحدث أبدا ونحن نرى الوزير جمال ولد عباس مثلا مستمتعا بقرار تكليفه بوزارة العمل بدلا عن الطيب لوح، ولا أدري لما يدير ولد عباس ظهره لقطاعه المتردي، ويسعى للعبث بقطاع يبقى على الأقل أحسن مما يجري في الصحة ببلادنا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)