الجزائر

الافتتاحية :الفساد.. بكل روح رياضية



الافتتاحية :الفساد.. بكل روح رياضية
سواء فاز المنتخب “الوطني" على “الطوغو" أو دولة “اللوزوتو"، فإن كأس إفريقيا هو مجرد منافسة عابرة، أما الثابت في كرة القدم عندنا وفي الرياضة عموما، أن فسادا مستشريا من القمة إلى القاعدة، فساد لا أحد له القدرة على توقيفه أو محاربة مدّه، تماما مثلما يحدث في قطاعات أخرى.
في كرة القدم هناك إمبراطوريات قائمة يرفض أباطرتها الاحتكام لمنطق التداول، فهم لا يتصورون مستقبل الكرة بدونهم رغم أن رحيلهم يمكن أن يحقق الكثير من التقدم، ورغم أن تسييرهم لم يؤد إلى تحسين مستوى كرة القدم في الجزائر، بل كان من أسباب التقهقر والتدني في المستوى.
وبعدما كان الفريق الوطني الحقيقي سيد الملاعب في الثمانينيات تحول إلى مجموعة من الغرباء حتى لا نقول كلاما آخر احتراما لمشاعر البعض، وبدا مجرد شتات يجمعه الفاسدون فلي مستوطنة اسمها الفريق “الوطني" جلهم لا يعرفون أداء النشيد الوطني والبعض الآخر لا يرتبط إلا بما يعود عليه من عقد الامضاء.
طبعا.. المشكلة ليست في هؤلاء الأجانب الذين يدربون فريقا أجنبيا هو الآخر، إنها في حماة الفساد والرداءة التي تؤطر مستقبل كرة القدم، لدرجة أن الوزير لا يقوى على المس ببعض البارونات لأنهم أقوى منه ومن سلطته.
أما البطولة الوطنية فحدث ولا حرج، فقد نجح القائمون على كرة القدم في تعميم فساد رجالها من اللاعبين والمدربين والحكام وغيرهم، ولا تخلو مباراة واحدة من محالة الشراء أو من البيع والشراء، وهكذا تتحول البطولة الوطنية إلى منافسة في جمع عائدات الرشاوى الرياضية.
ولو كانت لنا جهة تشرف على كرة القدم ..جهة نظيفة لنافسنا أقوى الأندية على الأقل في المداخيل، وانظروا كيف سجل ريال مدريد خلال سنة 2012 أعلى الإيرادات بحسب تقرير نُشر البارحة في أروبا فقد تجاوزت عائداته 500 مليون يورو، وهو الأعلى في الفرق الأوربية، ليس ببيع المقابلات والرشوة والفساد، بل بالرياضة النظيفة والروح العالية في الإدارة والتسيير برغم الهزة الاقتصادية والمالية التي تعيشها إسبانيا.
أما فرقنا وأنديتنا فإما أن تبيع مبارياتها وتضرب حسابات الربح والخسارة على أرجل لاعبيها وإما تتحول إلى مجرد ذكرى، لأن الإطار العام الذي يحكم الرياضة وكرة القدم خصوصا إطار فاسد بحاجة إلى عملية هيكلية، وحملة نظافة وطنية…


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)