الاغتراب النفسي والاجتماعي لدى الطفل اليتيم.

الملخص: هدفت الدراسة إلى التعرف على ظاهرة الاغتراب النفسي والاجتماعي لدى فئة الاطفال الايتام، والاثار النفسية والاجتماعية التي تظهر نتيجة فقدان احد الوالدين او كليهما، بالاضافة الى الكشف عن العلاقة بين زيادة فقدان احد الوالدين او كلاهما على زيادة مشاعر الاغتراب. المنهج المتبع في الدراسة الحالية هو المنهج العيادي، باتباع تقنية دراسة حالة والتي تركز على المقابلة العيادية والمقابلة نصف موجهة وطريقة تحليل المحتوى، وخلصت الدراسة الحالية بعد عرض وتحليل نتائج الحالات الاربع بان ظاهرة الاغتراب النفسي والاجتماعي عند الطفل اليتيم تتجلى في العزلة الاجتماعية والعجز واللامعيارية وهذا بالنسبة للحالات الثلاث، اما بالنسبة للحالة الرابعة فتمثلت ظاهرة الاغتراب النفسي والاجتماعي في العجز فقط اما بالنسبة للعزلة الاجتماعية واللامعيارية لانلمسها، ويرجع السبب الى نوع المحيط الذي يحتوي الحالة، ويتصف بالتفهم والحوار والتقبل مما اعطى الحالة دافعية اكبر للتكيف، وهذا يظهر من خلال تقبل الحالة لوضعها. ومن خلال طريقة تحليل المحتوى، تم الاستنتاج انه ليس بالضرورة ان كل الاطفال الايتام تتجلى عندهم نفس مظاهر الاغتراب النفسي والاجتماعي بنفس الصورة و الاسلوب، بل تختلف من حالة لاخرى ولا يمكن التعميم، بالاضافة الى انه يمكن القول الى ان عدم ظهور بعض مظاهر الاغتراب النفسي والاجتماعي في مرحلة معينة، لايعني انها لا تظهر في مراحل لاحقة فهي مرتبطة بتغيرات المحيط المعيش. وهذا ما تؤكده بعض الدراسات كدراسة (حمزة جمال مختار، 1996)، ان البيئة السلبية التي يعيش فيها الفرد تؤدي الى توتره الانفعالي وشعوره بالوحدة النفسية، مما تجعله دائما في مرحلة اجتياز ازمة الهوية، وتحفزه لتحقيقها الى درجة احساس الفرد بالاغتراب النفسي والاجتماعي.