الاستشارة الانتخابية كآلية لتكريس المواطنة وتدعيم الثقافة الدستورية

يعتبر الانتخاب مظهرا وأداة للممارسة الديمقراطية في آن واحد، إذ يجسد الطابع الديمقراطي لممارسة السلطة على المستويين المركزي و المحلي، كما يضمن التداول السلمي على السلطة مما يسمح بترسيخ الاستقرار السياسي والاجتماعي. إن استقرار الدولة يعمل على تثبيت الحقوق و الحريات مما يعزز صفة المواطنة و يقويها. يؤدي شعور المواطن بحقوقه المواطنية إلى الاهتمام بالشؤون العمومية سواء على الصعيد الوطني أو على المستوى المحلي، الأمر الذي يدفع به إلى البحث عن تأصيل أمهات المسائل المطروحة على الساحة الوطنية سواء كان بعدها وطنيا أو دوليا. "تعاني معظم الديمقراطيات الغربية من مشكل العزوف عن الانتخابات، فشكل ذلك صلب اهتمام الطبقة السياسية والمثقفة، نظرا لما تولد عن ذلك من تذبذب للاستقرار السياسي و الاجتماعي. فما هي أهمية الاستشارات الانتخابية المختلفة بالنسبة للبنية الاجتماعية و السياسية للدولة؟ ما هي الأنظمة الانتخابية المدعمة لتجنيد المواطنين؟ ماهي انعكاسات فشل/ أو نجاح المنظومة القانونية و السياسية في التجسيد السليم للاستشارات الانتخابية على مستقبل الدولة؟