الجزائر

الاستاذ عبد الله بلعباس باحث ب "كراسك" وهران



الاستاذ عبد الله بلعباس باحث ب
* هل تعرف ظاهرة الهجرة السرية بالجزائر انخفاضا أم تزايدا ؟- أعتقد ان "الحرقة" بالجزائر عرفت منذ سنوات خلت انخفاضا مهما ويعود ذلك إلى الحلول التي قدمتها الدولة لفئة الشباب الأكثر اهتماما بالهجرة السرية من خلال مجموعة من البرامج الاقتصادية والاستثمارات المحلية والهجرة السرية الموجودة في البلاد هي تلك المتعلقة بالأجانب الأفارقة ودول الساحل الإفريقي إلى جانب الدول العربية التي تعاني نزاعات داخلية كما هو الشأن بالنسبة للسوريين الذين يجدون الجزائر أحسن ممر للعبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط .* وهل نعتبر "الحرقة" ظاهرة اجتماعية في نظرك ؟- بالطبع هي ظاهرة اجتماعية تحمل كل المعايير والقيم وتعود أصلا إلى مجموعة من العوامل التي جعلت الظاهرة تتفشى خاصة في العشرية السوداء التي مرّت بها البلاد والتي أحسّ خلالها الشباب آنذاك أنهم مهمشين وذلك لأن السلطات كانت منشغلة في أمور أكثر أهمية وهي أمن واستقرار البلاد لهذا استفاق الشباب الذي كان يحلم بمستقبل زاهر بواقع مرّ جعلهم يرون أن الحل في تحقيق أحلامهم هي الهجرة و لو كانت بطريقة غير قانونية .* إذن العشرية السوداء كانت العامل الأساسي في استفحال هذه الظاهرة ؟- في الحقيقة الهجرة السرية بالجزائر غذّاها عاملان أساسيان وهما العشرية السوداء التي مرت بها البلاد والتي أحسوا خلالها بالتهميش والإقصاء وكذا عامل الجذب من قبل المجتمع الغربي والحياة الرغدة التي يعيشها الأوروبيون و الأجانب المقيمون بديار المهجر .* وهل تظن أن وسائل الإعلام لعبت دورا في ذلك ؟ - أكيد العامل الثاني و المتعلق بالجذب كانت وراءه وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي التي تعرف تناميا مذهلا وسط فئة الشباب والتي تجعلهم يفكرون بل يقررون الهجرة بالرغم من المخاطر الجمة التي قد تودي بحياة المغامرين من الشباب من كلا الجنسين بحثا عن سهولة العيش والمغريات التي لا أساس لها من الصحة . * كيف لا أساس لها من الصحة ؟- نعم هناك أمور كثير لا توجد لأن بعد هذه المغامرة الخطيرة يبقى على الناجيين البحث عن الاندماج في المجتمعات الغربية وتسوية وضعيتهم القانونية وهو صعب للغاية. * هل تحدثنا عن مصير العائلات التي تفقد فلذات أكبادها في عرض البحر أو تنقطع أخبارهم رغم وصولهم الى ديار الغربة ؟- المؤسف أن البحر الأبيض المتوسط اليوم أصبح مقبرة جماعية لعدد كبير من جثث الحراقة من مختلف الجنسيات .. وهناك نوع من المقاربة في حالة العائلات المفقودين من الحراقة وتلك التي التحق أبناؤها بالجماعات الإرهابية خلال العشرية الدموية حيث لا يمكن أن تتقبل هذه العائلات فكرة المغادرة ومن السهل استقبال مثل هذه الأخبار لأنها كانت في غفلة عماّ كان يخططه أبناؤها .* لكن قد تكون للعائلات يد في هجرة أبنائهم ؟- نعم أكيد هناك تواطؤ من بعض العائلات التي تمنح لأولادها الأموال قصد دفع مستحقات الهجرة السرية و التي قد تكون دون رجعة و هو ما يشعر الأولياء بالذنب و المسؤولية إزاء موت أبنائهم غرقا في عرض البحر .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)