الجزائر

الادارة ... وهواجس الغش، التزوير والعزوف الانتخابي



الادارة ... وهواجس الغش، التزوير والعزوف الانتخابي
الادارة ... وهواجس الغش ،التزوير والعزوف الانتخابي
Administration .. And obsessions of fraud and electoral abstention
l'Administration ... Et les obsessions de la fraude et l'abstention électoral
ونحن على مقربة من الموعد الانتخابي الحاسم للتشريعيات يزداد هاجس التزوير ومصادرة أصوات الناخبين الذي نلمسه في تهجم الأحزاب والتشكيلات السياسيبة المعتمدة حديثا التي على الادارة واتهامهما بالضلوع المباشر والغير حيادي بكل ما تعنيه كلمة '' حياد الادارة '' من معاني في العمليات الانتخابية ، سعيا منها الى تحوير أو صحيحا تحويل وتزييف نتائجها نحو الاتجاه الذي تراه مناسبا للخدمة و ترتظيه السلطة للخريطة السياسية لحياكة اللباس النيابي المراد تفصيله حسب المقاس و وتمثيله بخيوط نسيج الألوان السياسية المحببة من أجل ضمان الاستمرارية للنظام ورموزه.
وفي سياق الحديث عن التزوير ، يلازم عقلي بوصفي الخبير المطلع والمدرك لحقيقة الأمور المتصلة بالمسائل الانتخابية والكثير من الناخبين أمثالي، تصور في غاية من الغرابة والذهول، ووساويس وشكوك مشروعة توحي بأن العملية الانتخابية المقبلة ستنال نفس المصير لمثيلاتها من العمليات الانتخابية السابقة ، لأن الكل وصل الى مستوى الاقتناع بان التزوير في الجزائر هو بمثابة الكهل بعمرخمسينية الاستقلال الذي شب على تناول جرعات الخمر ليصبح بعد ذلك مدمنا عليه ولايقوى على تركه بين عشية وضحاها، لأن فعل التزوير أصبح مشربه ومنهاله في الفن والتربية والثقافة ويكاد يشبه حال الدم الملوث الذي يغذي جسده ويضبط دقات قلبه والمخذر الذي يوفر له السكينة والطمأنينة وراحة النفس والبال مهما كانت عواقبه على الصحة العامة للجسم التي أرمز لها بالمجتمع وذلك ما يجسده المثل القائل(( من شب على شيْ شاب عليه )).
وقد يجرنا الحديث عن الأسباب التي تركت فعل التزوير ينمو بقوة ويتخذ شكل الظاهرة ولا يختلف أحد من جيل الثورة وما قبله وحتى جيل الاستقلال أن الظاهرة وبكل بساطة تحمل أثار بصمات القاعدة الاستعمارية وحقائق تاريخية طبعها العهد الاستعماري عبر مختلف مراحله وهي عبارة عن موروث اداري استعماري بيروقراطي متسلط في تسيير الشان العام أسس أركانه الفعل البسيكولوجي للفروع الادارية المتخصصة المعروفة باسم (1) '' لصاص '' التي أنشأها المستعمر لمواجهة الفكر الثوري لدى المجتمع الجزائري في محاولة يا ئسة لتحييد أفراده عن تبني رسالة الثورة التحريرية المسلحة ،
هذه الفروع الادارية تمكنت فعلا من بسط نفوذها ونشر فلسفتها وعقيدتها وثقافتها التدميرية ووجدت المناخ الملائم للتفريخ والتفشي والتطور عبر مرحلة البناء التاسيسي للدولة الجزائرية حديثة الاستقلال ،وشكلت بذلك نموذج الجهاز الاداري الذي قبل به كنتاج حتمي للأستمرارية في أداء الوظيفة العمومية وتم اختياره وعتماده من غير ادراك للواقع وأبعاده كصمام الأمان لنظام حكم فاسد بكل المقاييس يحمل صورة الدركي المتشبع بعقلية وفكر المستعمر وما يلازمه من صفات الخداع والمكر والغش والقهر والتسلط والسيطرة .
ولأن الادارة في الجزائر أصبحت في اعتقاد عامة الناس تشكل القوة السياسية الأولى في ادارة وقيادة المجتمع الجزائري وتمثل السلطة النافذة التي تتحكم في زمام وظيفة مؤسسات الدولة الرئاسية منها والسياسية والتشريعية والقضائية ومن أثارها الواقعية تحديد المصير وصنع القرار، والرؤساء، الوزراء، ومختلف أصناف الاطارات والمسؤولين وحتى الأحزاب وهي بالتالي مفتاح لكل تخلف أو تطور .
ويمكن الخلاصة الى أن الجزائر استطاعت ان تتحرر سياسيا باعلان الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية ،وأيضا وفقت نوعا ما في التحرر اقتصاديا لكن لم تتحرر ثقافيا واداريا من كلبشات الاستعمار الفرنسي وبقيت سجينة للموروث التاريخي المدمر، وأن الاصلاحات الادارية التي توالت في المراحل السابقة والحالية لم تكن مجدية في المعالجة بتوظيف بدائل ناجحة ، لأن الاصلاح لم يتناول بالقدر الكافي صلب الموضوع وجوهره وهو اصلاح الفكر الاداري الاستعماري الذي يطبع سلوك القائمين على تسييره على جميع المستويات وفي جميع مناحي الحياة .
ولتكن خمسينية الاستقلال وتشريعيات ماي المقبل بمثابة المحطة الأساسية الفاصلة في التحرر من عقلية الادارة الاستعمارية ، و نسعى جاهدين كأفراد ومجتمع الى علاج النظام الجزائري من الادمان بهذا السرطان القائل ليتعافى تدريجيا، من أجل النأسيس لعهد جديد ولمستقبل واعد يجعل من الجزائر بلدا يواكب عصر التكنولوجيا والحداثة ونموذجا في التحرر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا واداريا . 20/03/2012 فاضل مرزي
( SAS … Section Administrative Spécialisée) (1)




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)