الجزائر

الاحتكارات الذكية


المضاربات والاحتكارات لم تعد مجرد ممارسات عشوائية، كما كانت في السابق، بل أصبح منتهزو الفرص والمناسبات، خاصة الدينية منها، كما هو الشأن في شهر رمضان الكريم، يلجأون إلى الحيل التي تجنبهم الوقوع تحت طائلة القانون.فبعض الفلاحين، حسب ما كشفه وزير التجارة، لجأوا إلى ما أسماه ب''الاحتكارات الذكية'' المتمثلة في عدم جني محاصيلهم من المنتجات المطلوبة خلال هذا الشهر المبارك بالكميات الكافية والمعتادة حفاظا على ارتفاع أسعارها في السوق، وبذلك يكونون قد ضربوا عصفورين بحجر واحد، المضاربة في الأسعار دون أن يطالهم القانون، وهي نفس الممارسة التي يلجأ إليها بعض الصيادين الذين يتخلصون من الفائض في البحر حتى يضمنوا معادلة العرض أقل من الطلب وبالتالي الحفاظ على أسعار مرتفعة للسمك.
اليوم، أصبحت أشكال المضاربة والاحتكار تمارس بذكاء وتقنيات، قد يكون تخطيطها بواسطة الإعلام الآلي لضمان نتائج مؤكدة ومثمرة مسبقا، لأنه مثلما تطورت أشكال الجريمة إلى جريمة منظمة تعتمد على تقنيات وحسابات علمية، فإن الغش والاحتكار تطورا أيضا وقد يتحول إلى علم قائم بذاته للكسب السريع غير المشروع بمنأى عن الوقوع تحت طائلة القانون .
هذه شطارة منتهزي الفرص الذين لا هم لهم سوى ملء الجيوب و''الشكاير'' ( فأموالهم لا تدخل البنوك) على حساب حرمة الشهر الكريم وكل القيم الدينية وحتى الإنسانية، لكن كل حساباتهم قد لا تنفع لو كان لهم المواطنون بالمرصاد من خلال عقلنة الاستهلاك وتفادي اقتناء المنتجات التي يتضح أن أسعارها مبالغ فيها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)