الجزائر

الاحتراف بمفهوم القائمين على الكرة الجزائرية



 مُنعت الصحافة الوطنية، صباح أمس، من تغطية أشغال المكتب الفيدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وكذا الجمعية التأسيسية للرابطة المحترفة، حيث تفاجأ رجال الإعلام عند مدخل المركز الرياضي التقني بسيدي موسى، بما جاء على لسان البوّاب، حيث قال: ''طلبوا مني عدم السماح للصحافة بالدخول إلى المركز صباحا ومساء''. لا نلوم هنا البوّاب لأنه، ببساطة، يطبق فقط أوامر القائمين على الكرة الجزائرية، الذين قرّروا الدخول هذا الموسم عالم الاحتراف من خلال تطبيق أول بطولة احترافية في الجزائر، لكن دون الأخذ بأبجديات معنى الاحتراف الذي يعطي الحق للمواطن عن طريق الصحافة بمختلف أنواعها السمعية، البصرية والمكتوبة، لمعرفة أي صغيرة وكبيرة تخص الاتحادية، لأن الاتحادية لا تدخل ضمن خانة ''السري جدا'' أو ما يصطلح عليه بـ''أمن الدولة''، بدليل أن مجلس الوزراء بقيادة المسؤول الأول على البلاد، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يسمح فيه للصحافة بتغطيته، لأن قرارات هذا المجلس موجهة للشعب وليس لطرف آخر.
المنع من تأدية المهمة يقودنا حتما إلى ما حدث في عنابة من 20 إلى 28 مارس المنصرم، خلال تربص المنتخب الوطني تأهبا لمباراته أمام المغرب، حيث منع القائمون على الكرة الجزائرية الصحافة من التقرّب من اللاعبين ومن الطاقم الفني، ووصل الحد إلى منع رجال الإعلام من الاقتراب حتى من باب المدخل الرئيسي لفندق صبري، مقر إقامة ''الخضر''.
هذا القرار كنا سنحترمه كلنا ونبجله ونقدّره، باعتبار أن القائمين على المنتخب برّروا هذا الإجراء بالحفاظ على تركيز اللاعبين قبل موعد مباراة المغرب، لكن أن يسمح لأطراف خارجية من أبناء المسؤولين وأقارب المسؤولين و''وليد خالت مول الباش'' و، و.. من دخول فندق صبري وأخذ صور تذكارية مع اللاعبين في عز التركيز، فهذا لا يسمح به في عصر ما يزعمون فيه ''الاحتراف''.
أما فيما يخص ''المعلومة'' أو ''الخبر''، فحدّث ولا حرج، فلا أبسط مسؤول في المنتخب إلى أعلى مسؤول في هرم ''السلطة'' الكروية، بإمكانهم تزويدك بالمعلومة، إلا إذا كنت من أقاربهم المقرّبين، حتى لا أقول ''صاحبهم''، لأن المعلومة أصبحت في عصر احترافنا اليوم تعطى وفقا لرؤوس الأشخاص وليس وفقا لحق المواطن في الإعلام.
كل هذه المعطيات فتحت باب التأويلات على مصراعيه أمام الإشاعة لتأخذ مكان الخبر اليقين، وأصبح المواطن البسيط الذي يرغب في معرفة مدى خطورة إصابة بوفرة أو زياني مثـلا، يتأرجح بين معلومات تصل في بعض الأحيان إلى حد التضارب.
لا نريد في هذا المقام إلا السماح للمواطن بممارسة حقه في الإعلام الرياضي، لأن هذا الحق مدوّن في القانون، ومعترف به حتى عند جيراننا المغاربة، الذين غادروا مدينة عنابة وعلامات الدهشة بادية على وجوههم عندما رأوا بأم أعينهم ما يعاني منه إخوانهم الصحفيون الجزائريون، من منع وتعسف واضطهاد من قبل الجميع دون استثـناء.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)