الجزائر

الإصلاحات السياسية تهدف إلى نقل الجزائر من تعددية رقمية إلى تعددية حقيقية


تحولت ندوة نظمت، أمس، بإقامة الميثاق، بمبادرة من وزارة العلاقات مع البرلمان حول المواطنة والتنمية المستدامة، إلى نقاش حول الإصلاحات السياسية التي تعهد بها الرئيس بوتفليقة، سجل فيها تدخل برلمانيين وجامعيين.وبالنسبة للباحث محند برقوق، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر، فإن ''جوهر الإصلاحات السياسية في الجزائر هو الانتقال من ديمقراطية إجرائية إلى ديمقراطية نيابية، أي تحويل التعددية من رقمية (عددية) إلى تعددية حقيقية تمثيلية''.
وعرض الباحث كيف تقدَّم الجزائر في العالم باعتبارها دولة شبه ديمقراطية، وتصنيفها في المرتبة 125 في تقرير جودة الديمقراطية لسنة 2010، والمرتبة 84 في تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول التنمية البشرية للسنة ذاتها.
وذكر الباحث بنتائج سبر للرأي لوزارة الشباب والرياضة (أجري في 2007)، وبيّن حجم الإحباط الشديد للشباب الجزائري (5,74% من العينة أكدت أنها لا تثق في قيام الحكومة بتأمين حاجياتها، و5,55% ألا مستقبل لها في هذا البلد، و4,15% من المستجوبين يؤكدون أنهم لا يريدون البقاء في الجزائر، و6,22 % اشتكوا من سوء أوضاعهم). وردا على الانتقادات التي تعرض لها من قبل برلمانيين أفالانيين، باستناده إلى تقارير تحط من قيمة الجزائر، جدد الباحث التأكيد أن محور وهدف الإصلاحات السياسية الجارية هو بناء دولة ديمقراطية قوية، وبلوغ ما أسماه الحصانة النسقية للدولة. وقال: ''يجب ألا نفكر كالنعامة، بل كاستراتيجيين في مرحلة تنهار فيها الدول والأنظمة، ومنها الحليفة تقليديا للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، مثل باكستان''. ورأى أستاذ القانون بجامعة تيزي وزو، عمر صدوق، أن الإصلاح لا يتم في ظرف 24 ساعة، والأولوية في بلادنا، حسب تصوره، ليس في إصدار تشريعات جديدة فقط، بل الحرص على تجسيد النصوص.
وأنقذ النقاش الندوة التي غلب عليها التنظير، واختلط على الجميع الفرز بين الوطنية والمواطنة التي هي مفهوم عصري تطور في الغرب.
وسجل أحد المتدخلين أن المفهوم غريب على الجزائرين، رغم توظيفه في الخطاب الإعلامي والسياسي. وذهب إلى أبعد من ذلك بالجزم أن الجزائريين لم يصلوا إلى إدراك معنى وممارسة هذا الحق. وأكد وزير العلاقات مع البرلمان، محمود خدري، في تدخله، على ''أهمية فتح نقاش حول قضية المواطنة في بلادنا''. وقال ''إن المواطنة التي ننشدها لا ينبغي اختصارها في مجرد الحصول على بطاقة التعريف أو جواز السفر، بل يجب أن تتجسد في الغيرة على الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه وتقوية قيم التسامح''.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)