الجزائر

الإسرائيلي يساوي أكثر من 23 عربيا!



الإسرائيلي يساوي أكثر من 23 عربيا!
لو افترضنا أن رئيس الولايات المتّحدة الأمريكية باراك أوباما قد ذكر أمن فلسطين في خطابه الذي ألقاه مساء الأحد مرّة واحدة فإن المواطن أو بالأحرى المستوطن الصهيوني يساوي في نظر أمريكا ومن سار على دربها 23 مواطنا عربيا فلسطينيا كان أو غير فلسطيني، ذلك أن أوباما قد ردّد عبارة "أمن إسرائيل" في الخطاب المذكور 23 مرّة ولم يذكر أمن فلسطين ولا مرّة، وبذلك فإن أمن إسرائيلي واحد أكثر أهمّية في عيون أمريكا من أمن أكثر من 23 عربيا، بل تبدو حياة الإسرائيلي الواحد أغلى عند أوباما ومن اعتنق عقيدته من العرب والمسلمين جميعا!
أوباما الذي قدّم بعض ما يمكن وصفه بالمجاملات السياسية للفلسطينيين والعرب في خطابه قبل الأخير تراجع عن "حنانه" وظهر صهيونيا أكثر من الصهاينة أنفسهم باعتراف التلفزيون الإسرائيلي نفسه في خطابه أمام يهود أمريكا، حين لم يكن مركّزا على شيء أكثر من تركيزه على أمن إسرائيل، فلا شيء يهمّ أمريكا أكثر من أمن بني صهيون أمّا العرب والفلسطينيون فليذهبوا جميعا إلى الجحيم·
ويكفي أن نقتبس من خطاب أوباما المتصهين قوله: "حتى في اللّحظات التي نختلف فيها كأصدقاء يبقى التزامنا بأمن إسرائيل التزاما صخريا لا ينكسر"· وحين يذكر أوباما أمن إسرائيل 23 مرّة ولا يذكر أمن فلسطين أبدا فإن ذلك يلخّص نظرة أمريكا للفلسطينيين والعرب ويُسقط أوراق التوت عن أوهام الحرص الأمريكي والغربي على السلام في الشرق الأوسط ويؤكّد أنه لا خيار غير المقاومة يمكنه أن يعيد فلسطين للفلسطينيين، وأن الخنوع لأمريكا لا يكفي لتصبح صديقة للعرب، فهي كانت ومازالت وستظلّ تعتبر نفسها صديقة لإسرائيل، مهما اختلف ساسة البلدين ولا أمل يمكن أن نرتجيه من أوباما وأمثاله·
ولعلّ كثيرين تذكّروا وهم يسمعون خطاب أوباما المتصهين تلك الآمال التي علّقها بعض السُذّج في الوطن العربي والعالم الإسلامي على "بركة حسين" مثلما يسمّيه القذافي غداة وصوله إلى البيت الأبيض، وهي آمال أثبتت الأيّام أنها مجرّد أوهام، ومن كان يظنّ أن أوباما سيقيم للفلسطينيين دولتهم عليه أن يشمّر على ساعديه ويشارك قدر مستطاعه في الانتفاضة الثالثة، فالحرّية تؤخذ أخذا ولا يعطيها أمثال أوباما و"النتن ياهو"·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)