الإحصاء الاقتصادي.. مفتاح تحديد الحاجيات الاستهلاكية

اعتبر الخبير في الإحصائية الاقتصادية عبد القادر بن حجوجة، أن الإحصاء الاقتصادي هو ترجمة للإرادة السياسية في تحديد القدرات الإنتاجية للجزائر بهدف التحكم في الاقتصاد الوطني، وذلك انطلاقا من مؤشرات إحصائية دقيقة وواقعية تترجم ما هو موجود من الإمكانات، ما من شأنه المساعدة على تحديد الاحتياجات الوطنية والنقائص، ورسم الخطط واتخاذ القرار في الوقت المناسب.أوضح بن حجوجة في تصريح ل»الشعب»، أن الإحصاء الاقتصادي، الذي ستقوم به وزارة الفلاحة، ابتداء من هذا الشهر، يمثل خطوة هامة جدا نحو الشفافية الاقتصادية. ودعا الجهة المكلفة بالعملية إلى الاستعانة بالخبراء واعتماد برنامج للتحليل وقراءة كل ما يصل من الإحصائيات عبر الوطن، من أجل تمكين الدولة من اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
وأبرز المتحدث، أهمية الإحصاء في العملية الاقتصادية، والذي يحدد الدور المنوط بكل قطاع في الاقتصاد الوطني، وذلك انطلاقا من معطيات مفيدة وصحيحة مستمدة من الميدان تكون مفتاح الاستراتيجيات والسياسات المسطرة، خاصة وأنه يمثل إرادة سياسية للتحكم في الأوضاع الاقتصادية للبلاد ومصير وآفاق الاقتصاد الوطني.
وأشار بن حجوجة، إلى أن الإرادة السياسية موجودة. وحرص على التذكير بأن الإحصاء عملية تقنية، اقتصادية ومادية تتطلب توفر وسائلها، أهمها تضافر جهود كل المتدخلين في العملية الاقتصادية والاستثمار في العقل البشري الوطني؛ من محللين اقتصاديين، ديمغرافيين وسوسيولوجيين، من أجل إعطاء الصورة العامة للقدرات الإنتاجية للبلاد.
وأكد الخبير، أن المعلومة الإحصائية يجب أن تكون آنية، بإشراف خبراء يقدمون قراءة سليمة لهذه المؤشرات، من خلال التدقيق والتحليل وتقديم مقترحات مستمدة من نقاش عميق ومستمر، مشددا على ضرورة استغلال المعلومات، لأنها مفتاح رسم السياسات الاقتصادية الناجعة الرزينة بعيدا عن المناسباتية.
وشدد بن حجوجة على أهمية اعتماد العمل بالأجندة وتحديد الآجال في نجاعة أي عملية اقتصادية، خاصة فيما تعلق بالتقييم المرحلي للمعلومات المستقاة في نفس الوقت ما من شأنه إعطاء صورة حقيقية عن الوضع الاقتصادي السائد، إلى جانب أهمية عامل الرقابة، سواء من طرف الحكومة أو الجهات المركزية أو حتى من ممثلي الشعب كغرفتي البرلمان والتحسيس بأهمية العملية التحسيسية.
في هذا السياق، نبه المتحدّث إلى ضرورة قيام الجهات الفاعلة وجميع المتدخلين، بالتحسيس بأهمية الإحصاء الاقتصادي، نظرا لدوره الهام في رسم التصور الوطني عبر مختلف المنابر الإعلامية، وذلك لما له من انعكاس مباشر على حياة المواطن، باعتباره يترجم الجهود المبذولة للإرادة السياسية، كما يتعين الالتزام بالرقابة المستمرة لضمان عدم الوقوع في المؤشرات المغشوشة التي لا تخدم البلاد ولا تبني الاقتصاد.